تاريخ النظريات والابحاث عن الاحلام وفهمها

تاريخ النظريات والابحاث عن الاحلام وفهمها

ان بدء هذه النظريات حول الاحلام عندما بدأ الانسان في وضع تصوراته الشخصية حول الاحلام، وماهيتها، وحيث ان الانسان بطبيعته كثير التعلق فيما حوله، فقد وضع العديد من النظريات التي ربطت الاحلام بطرف اخر، وفي الغالب هو الاله، ان كان طيبا من السماء، او شيطانا من الارض، ونجد العديد من المؤشرات على ذلك في اثار وتاريخ الحضارات القديمة . وان كنا قد عددنا في كلامنا عن تاريخ الحلم العديد من الحضارات التي طرحت الافكار عن الاحلام، وفي المجمل يمكننا القول ان الاحلام مرت ، بفترتين رئيسيتين في عمر البشرية في محاولة فهمها :

الابحاث عن الاحلام : فترات الاحلام

فترة الاحلام الرئيسية الاولى :

الحضارات الانسانية الى ما قبل الثورة الصناعية : وفي هذه الفترة الطويلة جدا والتي تمتد الى الاف السنين، ما قبل الميلاد وبعده، كانت فكرة الانسان عن الحلم انه عبارة عن رسالة من القوة الخفية التي هي ما فوق البشر، ان كانت اله، او شيطانا، وان كانت الرسالة من السماء ام من الارض، فكان اليونانين والرومان فعليا يصدقون بإن الاله يرسل اليهم رسائله ان كانت اوامر ام نصائح اثناء نومهم، وان حدثت نظريات شاذة في تلك الفترة عبر عنها ارتيميدروس، وعبرت عنها الالياذة .

اما في الهند القديمة فتم ربط الاحلام بعلم المعرفة الفيدا (الكتاب المقدس عند الهندوس )، وهو العلم الذي يصف تطور الكون وبذات الوقت عالم اللاوعي الانساني، وربط الحلم بالالهة كما جاء في الملحمتين المهابهاراتا والرامايانا، فالاحلام فيها هو وحي الاله للانسان لتنفيذ تعاليمه، وهي الرسالة له .

ولم يختلف الامر حتى في عهد الديانات ففي الدين الاسلامي ارتبطت الرؤيا برسالة من الله عز وجل للعبد، اما الحلم المشؤوم فهو من الشيطان، الا ان الاستثناء كانت بإضافة اضغاث الاحلام، والتي فسرت على انها تفكير الانسان في حالة االوعي الباطني (النوم)، والناتج عن وقائع او احداث حدثت او حصلت معه .

الا انه من الواجب الاشارة الى اعتقاد بعض الحضارات القديمة بإمكانية تناقل الاحلام، فكان في مصر الفرعونية من يستأجر ليحلم عن غيره، كما ويستطيع من يريد بإن يبعث حلمه ورؤيته الى الشخص الذي يريد، ولعل من اشهر القصص في ذلك قصة فرعون مصر( نختنبوالثاني ) الذي ارسل حلمه الى حاكمة مقدونيا زوجة فيليب بإنها ستنجب ولدا عظيم الشأن، وهذا ما كان حيث حلمت بالاله امون يبشرها بولد، وولدت الاسكندر المقدوني بعد ذلك .

فترة الاحلام  الرئيسية الثانية :

تطور علوم تفسير الاحلام ما بعد عصر الثورة الصناعية : ويعود الفضل في هذه النقلة للعالم سيجموند فرويد ،( مؤسس مدرسة التحليل النفسي ) والذي اسس نظريته على أن الاحلام ما هي الا انعكاس عن كبت الشعور والرغبات، والشعور بالحرمان ،وما الحلم الا كالصد والمانع لحماية النوم من هذا الشعور ،عن طريقه فرزه حل لهذه الرغبات وان كانت شكل تخيلات، وكان صاحب الفضل في في نظرية ( عقد او ديب ) والتي توضح شعور الطفل بين الكراهية لوالده ومحبته له والناتجة عن رغبة الطفل ونظرته الى ان والدته ملكه، الا ان اهم ما اسهم به فرويدا يجاد طريقة التحليل النفسي، كما أوضح ان الشخصية الانسان تقسم الى الانا وانا العليا والهو ، والتي اعتمد عليها كثير من العلماء لاحقا لتفسير الاحلام .

الا ان التطور التكنولوجي الذي لحق بالعالم، اتاح الى العلماء الكثير من الادوات والمعدات التي لم تكن لتتاح سابقا، فكان ان ظهرت نظرية جديدة بواسطة العالمين مكارلي وهو بسون، مفادها ان الحلم هو عبارة عن عملية جسدية بحتة، لا يتدخل فيها العقل أو الوعي الباطني، وبنظرهما فإن الحلم عبارة عن نبضات كهربائية غير منتظمة تصدر عن الدماغ تعمل على عرض مجموعة من الاحداث والصور ولكن بصورة عشوائية، وهنا ياتي دور العقل الباطني لمحاولة تنظيمها وعرضها، وعلة هذه النظرية هي افتراضها ان الحلم ليس بشعور، بل عملية بدنية لا دور للعقل فيها .

مصدر الصورة : Copyright: aparagraph / 123RF Stock Photo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ستة عشر − سبعة =