كيف ينتج الانسان هذا الحلم . في الحقيقة وواقع الامر ان هذا السؤال حير وما يزال يحير العلماء، خاصة ان عملية الحلم ليست بالعملية الحسية ووهي نتغيرة، وتزول بسرعة كبيرة اذ توضح بعض الدراسات ان ما يفوق ال 90% من البشر ينسون تفاصيل احلامهم بعد عشر دقائق من حصولها، كما ان العلماء كلما تعمقوا فيها وجدوا انها اكثر تعقيدا مما ظنوا، ومنها لذلك استحدثت العديد من العلوم للعناية بهذا الشأن وسبر اغواره، ومنها علم بيولوجي الاحلام، وهذا العلم نشأ بعد اكتشاف الحالة الخامسة من النوم ( مرحلة النوم ) ، وهي المرحلة التي تتسارع فيها رجفات العينين وتشهد زيادة في خفقان القلب، مع استرخاء في العضلات والاطراف، وبالرجوع الى النظريات التي اعتمد عليها العلماء لتوضيح كيف يحلم الانسان، نجد ان هناك نظريتين اخذتا بالاعتبار :
كيف نحلم و الية صناعة الحلم
نظرية سيجموند فرويد
1. وهي النظرية التي تصدر عن المدرسة الفرويدية ( سيجموند فرويد ) وهي مدرسة التحليل النفسي، والتي كان من اهم مؤيديها كل من كارل يونغ وادكر، وتعتمد هذه الفرضية على ان احلام الانسان ما هي الا رموز ومؤشرات على ثلاث نقاط تؤثر في حياة الانسان ككل، وهي (الطفولة _ الجنس _ الكبت )، وتأتي الاحلام عند فرويد بصورة رمزية ضمنية لتعبر عن هذا الثلاثي والذي هو مقموع اخلاقيا واجتماعيا ودينيا، فيحاول وعي الانسان الباطني، اشباع رغبات الانسان لها عن طريق هذه الرموز، وهذه الرموز تصدر عن الحياة اللاشعورية له .
وكان فرويد في الاساس قد قسم الشخصية الانسانية في الاساس الى ثلاث اقسام ( الانا – الهو – الانا العليا ) ، فالانا العليا، هي القيم والتي تتحرك ضمن نظم اخلاقية ودينية وبعيدة عن الغرائز، والهو هي ما تمثل من شخصية الانسان التي تفكر في الغرائز والشهو ات دون ربطها بالاخلاق والقيم، اما الانا هي الامر الذي يتوسط بين القسمين السابقين، فهو يرغب بالقيام بالاعمال الفطرية والغريزية ولكنه ملجوم من انا العليا القيم والمشرف على افعاله، وانا هي شخصية الانسان الناتجة عن النزاع بين الهو والانا العليا، فإن تفوقت انا العليا على طابع شخصيته، اصبحت متحفظة وان تغلبت الهو ، اصبح الانا متحررا . فالكبت والحرمان عند فرويد هو ما يولد في الحياة اللاشعورية الاحلام المغلفة لرغبات الانسان المكبوتة، ليفرغها اثناء نومه .
فرضية مراحل النوم
2. اما الفرضية الثانية فقد نتجت بعد اكتشاف المرحلة الخامسة من مراحل النوم، وهي المرحلة التي تنشأ فيها الاحلام، وكما ذكرنا انفا فقد اسس علم بيولوجي الاخلام، والذي فسر اليتها بإنها تنتج عن حركة الاعصاب اثناء النوم، والتي تنتج عن نشاط كهربائي في المخ في تلك المرحلة، ولدى قياس هذا النشاط وجد العلماء انه مشابه تقريبا لنشاط الدماغ في حالة اليقظة، الا في اختلاف واحد هو توقف افرازات المواد الكيماوية كالهيستامين والتي بالنتيجة تعطل حركة العضلات في تلك المرحلة، والتي يصاحبها سرعة في رجفان العين، وتزايد في خفقان القلب، اذا فبداية الحلم تنشأ في تلك المرحلة، حتى لواستكملت في مراحل لاحقة .
ويبقى موضوع تفسير الية الحلم محل فرضيات، فهو كما سردنا سابقا، مادة غير مرئية ولا حسية لاجراء الاختبارات عليها .
مصدر الصورة : Copyright: znovenko / 123RF Stock Photo
مقال رائع