قراءة الفنجان جزء لا يتجزأ من متعة القهوة وموضوعات الحديث المرتبطة به. ولقراءة الفنجان – والتي تسمى أحياناً تاسيوغرافي أو تاسيومانسي أو تاسولوجي – تاريخ طويل حيث بدأت في الصين والهند من خلال قراءة أكواب الشاي الأخضر. ومن هنا انتقلت تلك الممارسة إلى شعوب الشرق الأوسط – خاصة في الدول العربية وتركيا واليونان – مع استبدال المشروب المستخدم بالقهوة التركية المطحونة بعد أن أكتشف العرب بذور القهوة في حوالي 600 ميلادي. انتقلت هذه الممارسة إلى أوروبا في نهاية القرن ال17، حيث أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة الباريسية ومنها انتقلت إلى النمسا والمجر وألمانيا. ويرجع إنتشار هذه الممارسة إلى ميل البشر لتفسير الصور والرموز المنطبعة على الأشياء حولهم بصورة تلقائية.
كيف تتم عملية قراءة الفنجان :
يجب استخدام القهوة التركية أو أي نوع أخر من القهوة تترك آثار في قاع الفنجان. ولا يمكن استخدام الفناجين الشفافة أو الأكواب الزجاجية، بل تستخدم دائماً الفناجين الفخارية البيضاء. ويتم شرب معظم الفنجان مع ترك كمية كافية من الرواسب في القاع ليتم قراءتها. ومعظم الناس يعتقدون أنه لا يجب على الشخص أن يقرأ الفنجان الذي يشربه بل يقوم شخص أخر بالقراءة له.
هناك العديد من الاختلافات من طرق قراءة الفنجان. لكن بشكل عام يجب على الشخص شرب فنجان القهوة ببطء من جانب واحد مع التنفس المنظم وتركيز الأفكار والبعد عن تشتيت الذهن. بعد الإنتهاء من إحتساء القهوة يرفع الفنجان إلى مستوى الصدر ويحرك ثلاث مرات رأسياً في إتجاه عقارب الساعة، ثم بسرعة يتم تغطية فنجان القهوة جيداً بصحن التقديم مع قلب الفنجان والصحن معاً رأساً على عقب. يترك الفنجان لبضع دقائق حتى يجف. تنساب القهوة ببطء على جانبي الفنجان مكونة أشكال ورموز معينة في داخله. يتم رفع الفنجان من على الصحن ويقلب مرة أخرى. من هنا تبدأ عملية قراءة الفجان. فالأشكال والرموز التي تتكون داخل الفنجان لها معاني ودلالات معينة.
في التقليد التركي لقراءة الفنجان غالباً ما يقوم القارئ بتقسيم الفنجان أفقياً لنصفين: الرموز التي تظهر على النصف السفلي تُفسر على أنها رسائل بشأن الماضي، بينما الرموز على النصف العلوي هي رسائل بشأن المستقبل. بعض القراء يقسمون الفنجان لنصفين رأسين للوصول إلى إجابة مباشرة – “نعم” أم “لا” – وكذلك للوصول إلى النتائج المحتملة للأحداث. على سبيل المثال، بعض قراء الفنجان يقرأون الرموز في الجانب الأيسر كنتائج سلبية، في حين الرموز في النصف الأيمن هي النتائج الإيجابية. بعض القراء الأخرين يعتقدون أيضاً أن الفنجان غير قادر على كشف أحداث الماضي، لكنه يكشف الأحداث المستقبلية خلال أربعين يوم.
تفسير الرموز:
تتنوع الأشكال التي تتكون في الفنجان ما بين الأرقام والحروف والخطوط المستقيمة وصور الحيوانات والطيور. ولكن يجب الإنتباه إلى أن الصور في فنجان القهوة لن تكون فوتوغرافية، بل تظهر في الغالب غير كاملة وضبابية. بعض الرموز الأكثر شيوعاً هي التفاح والذي يدل على النجاح في الدراسة والحصول على شهادة، والطيور المحلقة تحمل أخباراً سارة. الشمعة تعني ظهور حقيقة ما. القط يمثل صديق أوقريب مخادع، أما الكلب فهو صديق أو قريب مخلص. إذا ظهرت طائرة ورق في الفنجان كان ذلك بشارة بتحقق الأماني، وإذا ظهر الغراب كان ذلك نذير بالموت أو الأخبار السيئة. ويجب الإنتباه لحجم الرموز. فالرموز الكبيرة تعني أهمية أكبر من الرموز الصغيرة والخفيفة. كما أن اللون يؤثر على تفسير الرموز فاللون الأبيض يدل على الخير، بينما اللون الأسود يدل على الشر.