تحدثنا اكثر من مرة وفي اكثر من مقال على هذا الموقع عن ما نطلق علىه في التنجيم : الخارطة الشخصية . وتعرفنا على كيفية صناعتها من قبل اي منجم وهي برسم دائرة مقسمة من الداخل الي اثنا عشر جزءا متساويا مثل ساعة الحائط تماما ولكن يبدأ العدد ببرج الحمل الذي يشير الى المسافة بين الساعة التاسعة والثامنة في ساعة الحائط, ويتبع ذلك برج الثور في المسافة بين الساعة الثامنة والسابعة وهكذا. ونلاحظ ان الترتيب هنا يسير عكس اتجاه عقارب الساعة اي من الغرب الي الشرق وليس العكس.
وقد تعرفنا ان الخارطة الشخصية بعد ان يتم رسمها يتم اضافة مواقع الكواكب في اماكنها التي كانت لحظة ميلاد الشخص بالساعة والدقيقة حتي يكون الترتيب والزوايا دقيقة. بعد اضافة الكواكب نقوم برصد الزوايا التي كانت موجودة ونضيفها. هنا تكون قد اكتملت الخارطة الشخصية ونبدأ في استقراء واستخراج الاحكام الشخصية التي تعطينا كافة المعلومات والصفات والطباع الشخصية للشخص. وهذا ما يفسر لنا سر تميز كل انسان عن الاخر حتي لو كانا توأمين مثلا. فهناك عوامل كثيرة تختلف بين كل انسان واخر ومنها تظهر وتتبلور شخصيته. وجدير بالذكر ان الخارطة الشخصية تعطينا الفكرة عن تفاصيل الطبيعة الشخصية للانسان, اي كيف يتعامل وكيف يفكر وماذا يحب وماذا يكره وما العامل الاهم في حياته وغيرها من اشياء.
المحتويات
الخرائط التنجيمية : خارطة التحويل
أما موضوعنا في هذا المقال فهو عن نوع اخر من الخرائط التنجيمية والتي يسميها المنجمون في الكتب القديمة ” خارطة التحويل “. خارطة التحويل عبارة عن نفس الخارطة الشخصية ولكن مضاف اليها وضعيات الكواكب نفسها في الوقت الحالي او في اي وقت اريد استخراج توقعات مستقبلية عنه. والمعني ان خارطة التحويل تضم وضعيات الكواكب وقت الولادة, وتضم وضعيات نفس الكواكب في اللحظة الحالية او في لحظة معينة في المستقبل. بعد ذلك يقوم المنجم برصد الزوايا التي تكون بطبيعة الحال اكثر والتي تربط بين وضعيات الكواكب الاولى “وضعيات الميلاد” ووضعياتها في اللحظة الراهنة او في لحظة معينة بالمستقبل. ومنها يتم استخراج توقعات شخصية او توقعات عامة.
وهنا يتبادر الي الذهن سؤال: هل يصح ان تحدث زوايا بين كواكب الميلاد ووضعياتها الحديثة او التي نحددها في المستقبل؟
والاجابة نعم بكل تأكيد. فالطبيعي اننا الان نتعامل في خارطة التحويل ان كل كوكب له وضعيتين وكل واحدة منهما تعد وضعية مفردة لا علاقة لها بالاخري. وكل واحدة منهما لها اتصالاتها والزوايا التي تربط بينها وبين الكواكب الاخري. ومن هذه الزوايا والوضعيات يستطيع المنجم استنتاج ما هو المتوقع لهذا الشخص في هذا الوقت. اذن الهدف الاساسي من رسم خارطة التحويل هو توقعات اللحظة الراهنة أو توقعات لحظة معينة في المستقبل. واغلب الحالات التي تطلب مثل هذه الخارطة هي حالات ترغب في قراءة التوقعات الخاصة بها في تاريخ وووقت محدد. بعض الافراد مثلا يعرف انه تقدم لخطبة ويريد الزواج العام القادم فيسأل ماذا عن توقعات العام المقبل بالنسبة لي؟ وهنا تكون الوسيلة هي رسم خارطة تحويل للعام القادم ونحددها بوقت الفرح لو اراد الدقة ولو كان قد تم تحديده فعلا, او يتم عملها على وضعيات العام المقبل كله.
والان تعالوا لنقدم بعض الامثلة على زوايا لن نجدها الا في خارطة تحويل ولن نجدها بالضرورة في خارطة شخصية. كيف ذلك؟
سنقدم امثلة عن زوايا تربط بين كواكب الميلاد وكواكب اللحظة التي حددناها في تاريخ معين بالوقت الراهن او المستقبل. ومنها نستخرج توقعاتنا للشخص.
لو افترضنا ان في خارطة تحويل لشخص ولد عام 1947 نقوم برسمها الان ووضعنا الكواكب في وقت الميلاد واضفنا وضعيات الكواكب في العام الحالي 2014. وبعد ذلك وجدنا ان كوكب المشتري يرتبط بكوكب المشتري وقت الميلاد في وضعيته التي كان علىها في حينها بزاوية من الزوايا الاساسية التي تحدثنا عنها قبل ذلك وهي زوايا “المقابلة, الاقتران, التربيع, التثليث, التسديس”. ما سنفعله اننا سنتعرف على نوع الزاوية ومنها يخرج الاستنتاج والتوقع. وهكذا يا اصدقائي فالامر قريب وشبيه بما نفعله مع الخارطة الشخصية ولكن في خارطة التحويل نتعرف على توقعات محددة بالمستقبل وهذا هو السر في اهميتها.
وتكمن اهمية خارطة التحويل اكثر عندما نرصد خارطة تحويل لدولة مثلا او لمنطقة او لشخصية عامة. ففي هذه الحالة تكون اهمية قراءة التوقعات لهذه الشخصية او الكيان شئ مؤثر في كثير من البشر. لذلك يهتم المنجمون الكبار بقراءة [highlight]خارطة التحويل[/highlight] للدول الكبيرة والدول التي تشهد احداث كبيرة, ويهتمون بقراءة خارطة التحويل للشخصيات العامة مثل رؤساء وزعماء الدول الكبري, والمفكرين والادباء والعلماء. والتاريخ يذكر لنا ان كثير من الملوك في الدول القديمة كانوا لا يقدمون على قرار مهم الا بعد استشارة المنجمون الفاهمون والمحترفين. وهؤلاء كانت الاداة الرئيسية في يديهم هي رسم خارطة التحويل وقراءة استنتاجتها من زوايا ووضعيات. ومن اشهر الشخصيات التي اهتمت في التاريخ بمثل هذه الامور هتلر, والخليفة هارون الرشيد, وملوك اوروبا في العصور الوسطي.