الإحساس بدنو الخطر هو شكل من أشكال التنبؤ الغريزي, و يعتبر موهبة من المواهب الموجوده خارج نطاق الحواس الخمس الطبيعية كتحريك الأشياء من بعد و التخاطر العقلي. و يأتي هذا الإحساس بطرق كثيرة, يأتي مثلاً على شكل مشاعر غامضة و قلق شديد من وقوع كارثة أو قد يتطور و يصل إلي هلوسات بصرية أو سمعية أو يأتي في صورة أحلام متكررة. وكغيرها من القدرات الخاصة يتمتع بها عدد قليل من الناس. و هي ليست بالقدرة المقصورة على الإنسان فقط بل إن العديد من الحيوانات تتمتع بهذه الموهبه.
يختلف الإحساس باقتراب الخطر عن التنبؤ. فهو موهبة لا يمكن معها توقع أين و متي و كيف سيحدث الخطر, العكس مع التنبؤ فهو أمر غيبي والله أدري به.
شروط ريخت
تبعاً للباحث النفسي شارل ريخت فلا بد من تحقق شرطين أساسيين لكي نصف ما حدث على أنه إحساس فعلي بدنو الخطر
- الحقيقة التي يعلنها الشخص الذي يتمتع بهذه القدرة يجب أن تكون مستقلة تماماً عنه.
- الحقيقة التي يعلنها الشخص الذي يتمتع بهذه القدرة لايمكن حدوثها كصدفة أو فهمها كاستنتاج منطقي لأحداث متتالية.
امثلة على الإحساس بدنو الخطر
شاهد الإيرل ويليام ستانهوب في عام 1765 حلماً غريباً. فقد رأي هيكلاً عظمياً ينظر إليه واستلقي في سريره بينه وبين زوجته. استيقظ الإيرل مفزوعا من نومه. الغريب أنه توفي بعدها بخمسة عشر يوماً فقط رغم أنه كان بصحه جيده جداً ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحية.
معظم الرؤي التي تتعلق بهذه الموهبه تأتي إما في حالة الإسترخاء الشديد للعقل كالنوم مثلا في حالة نشاط عقلي زائد كما في حالة التنويم المغناطيسي ففي حالة أخري خضعت فريديريكا هاوفي لحالة من التنويم المغناطيسي عام 1821. و ما رأته كان غريباً حقاً. رأت فريديريكا روحاً تخبرها بخطر يهدد ابنتها. الأغرب مما رأته فريديريكا أن ابنتها توفت بعدها بعدة أسابيع نتيجة لسقوط حجر بناء فوق رأسها!
ذكر المارشال إيرل روبرتس (1832_1914) في سيرته الذاتية واحد وأربعون عاماً في الهند (1897) بأنه عند مغادرته كابول كانت نيته في أن يسلك معبر كيبر و لكن راوده احساس مفاجئ جعله يعود أدراجه فورا إلي كابول. و هو إحساس لم يستطع أن يجد له تفسيراً حتي عرف ما جري عند المعبر. فقد تمت هزيمة أيوب خان وقتها و تمت محاصرته في قندهار و التي كانت وجهة المارشال!
هذه الرؤي ارتبطت بالمشاهير أيضاً, فحلم تشارلز ديكنز بامرأه ترتدي وشاحاً أحمر تخبره بأنها الآنسه نابيير, و لم يكن ديكنز قد رآها من قبل. بعد عدة ساعات زارته فتاتين قدمت إحداهما نفسها على أنها الآنسه نابيير. ليس هذا فقط ولكنها كانت ترتدي وشاحاً أحمر أيضاً!
و ذكر السير أوليفر لودج عن وزيره أنه حلم بعاصفه شديدة و برق تدلف إلي غرفة الطعام و تحطم المدخنه. استيقظ وقتها ووجد الجو صحو و مشرق و لكنه طلب من زوجته تحضير الطعام مبكراً عن ميعاده. و بالتأكيد نحن نعرف الباقي. حدث ما حلم به الوزير و تحطمت المدخنه. الجيد في الأمر أن طعامه كان جاهزاً و لم يتأثر بالعاصفه.
تحدث الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن عن مشاهدته لحلم رأي فيه أنه يركب زورق في نهر جار و يشعر أنه يغوص للأسفل. و خطب و قتها و قال في خطبته ” شئ غير عادي سيحدث لي قريباً”, وقبل ستة أسابيع من إغتياله رأي مجموعه من الناس في البنتاجون يحيطون بكفن يلف جسده. و اغتيل ابراهام لينكولن بطلقات نارية في صدره بعدها لتتحقق رؤيته.
الصحفي الروحاني ويليام ستيد كان لديه هاجس دائم بأنه سيموت ركلاً بأقدام الغوغاء و أنه لن يموت بشكل طبيعي أبداً. في عام 1892 كتب ستيد قصة خياليه عن سفينة تدعي ماجستيك, تلقي أحد ركابها رساله تخاطرية من أحد الناجين من سفينة اخري ارتطمت بجبل جليدي في المحيط الأطلنطي. الغريب أنه في العام 1912 لقي حتفه غرقاً في سفينة تايتنك!
الروائي إميل زولا كان لديه رهاب الإختناق من الغاز. و توفي نتيجة لإختناقه بالغاز! كأنه كان يشعر بأن هذا سيكون سبب موته في يوم ما!
و أخيرا القدرة على الإحساس بالخطر كما ذكرنا آنفاً مختلفة عن التنبؤ ويختص الله بعض الناس بهذه الرسائل قبل حدوث أمور معينة لهم.