تحدثنا في الجزء الاول من موضوعنا عن الشمس وطبيعتها العجيبة التي جذبت اهتمام العلماء في مجالات الفضاء والفلك والفيزياء والتنجيم للتنقيب حول كشف اسرارها. وتحدثنا عن سطح الشمس وكيف يبدو في الفضاء وكيف تقذف الشمس في كل لحظة بألاف الاطنان من الطاقة النووية وبقدرة الله لا يصلنا منها على سطح الارض الا الدفء والضوء. وقدر لنا الله غلافا جويا يعمل مثل الفلاتر القوية التي تنقي الهواء من الاشعة الضارة التي تأتي اغلبها من الشمس. وبعد ذلك بدأنا في الحديث عن دورة دخول الشمس في درجات الابراج بالخارطة الشمسية التي تعرفون اننا نستخدمها دائما في الكشف عن التوقعات اليومية لمواليد الابراج. ونعتمد فيها بالاساس على مواقع الشمس, والقمر, وباقي الكواكب سواء الكواكب السريعة القريبة من الشمس مثل عطارد, الزهرة والمريخ, أو الكواكب الثقيلة البعيدة عن الشمس والتي تستمر داخل كل برج فترة طويلة من الزمن مثل المشتري, زحل, اورانوس, نبتون وبلوتو.
فترة الخمول
في كل عام تمر على كل انسان فينا مهما كان برجه الذي ولد فيه فترة يشعر فيها بخمول شديد وكسل وضعف جسماني, وبعض المتاعب النفسية والشعور بالضغط ممن حوله وتزايد مسئولياته. هي فترة تستمر قرابة شهر وربما اقل ولكن هي فترة معروفة وتختلف في ميعادها حسب البرج الشمسي الذي يولد فيه الانسان. ومن السهل تمييز هذه الفترة وتحديدها لكل انسان. هذه الفترة التي نسميها فترة الخمول او الفترة السلبية تأتي قبل حلول يوم ميلاد الشخص بشهر بالتمام والكمال. ولكن تكون حدتها من اكثر ما يكون طالما كانت الشمس في درجات البرج الذي يسبق البرج الخاص بالشخص, وتخف حدتها كثيرا بمجرد دخول الشمس للدرجات الاولى من برج الشخص. مثال على ذلك اذا كان الشخص من مواليد يوم 1 مايو فهذا معناه انه مواليد برج الثور الترابي, وبالتالي يكون الفترة السلبية التي يعاني فيها مما ذكرناه تبدأ قرابة يوم 1 ابريل من العام نفسه. لكن شدة التعب والسلبية تكون اعلى ما يمكن ابتداء من 1 ابريل وحتى لحظة دخول الشمس الى برج الثور في 20 او 21 ابريل, ثم تبدأ حدة هذه الفترة السلبية في التراجع ثم تختفي تماما بحلول يوم ميلاد الشخص.
ومن الملاحظ ان الفترة تكون اشد واصعب عندما تكون الشمس في البيت الثاني عشر والاخير من الخارطة الشمسية للشخص, وهذا سنوضحه بكل تفاصيله في الجزء الثالث. ولكن دخول الشمس الى البرج الذي ولد فيه الانسان تعد بداية ووعد بفترة ايجابية تتجدد فيها حياة الشخص وتصبح اكثر ايجابية. وقد شبهناها في الجزء الاول من المقال باعادة شحن جهاز كهربي بعد ان فرغت شحنته في الحياة.
كيفية الاستعداد
وبما ان فترة دخول الشمس الى البرج الذي نولد فيه تعد فترة ايجابية ومهمة ويستمر تأثيرها لعام كامل. اذن تتحكم عوامل معينة بلاشك في طريقة استفادتنا من هذه الفترة, وبكل تأكيد كلما كنا اكثر جاهزية لتلقي الهدية التي تأتي بها الشمس كل عام في يوم الميلاد وما بعده, ستصبح حياتنا افضل ولذلك يروي في كتب الحكماء القدامي في الحضارات السابقة انهم كانوا ينصحون اتباعهم بالاهتمام بعمل طقوس معينة في ليلة ميلاد كل منهم. من امثلة ذلك البعض كان ينصح بالصلاة والدعاء لله بأن ييسر الحياة ويحسن الاحوال, والبعض كان ينصح بأن يخرج الانسان في هذه الليلة مع احبائه في مكان يحبه تتوافر فيه طاقة ايجابية رائعة, والبعض ينصح بأن يخلو الانسان بنفسه وينشغل بالدعاء والتأمل والهدوء وغيرها من امور تهيئ الانسان لحالة خاصة يتلقي فيها اشعة الشمس في نفس موضعها وقت ميلاده لتتجدد حياته بالشكل الافضل في عام جديد. لكن على مستوي التنجيم ما الذي يمكننا ان ننصحكم به ونقدمه لكم عن هذه الفترة التي تدخل فيها الشمس الى برجكم وهو بيتكم الاول بالخارطة الشمسية. وكيف تتأثرون بذلك تنجيميا وكيف تستعدون بشكل افضل لهذه الفترة وتستفيدوا منها.
الجزء الاول << كيف نستغل دخول الشمس لبرجنا >> الجزء الثالث