تحدثنا عن الزوايا التي تربط بين الكواكب المختلفة في الخارطة الشخصية, وانتهينا من شرح تأثير زاوية الاقتران وزاوية التثليث, والان موعدنا مع الزاوية الاشهر على الاطلاق وهي التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام من جانب المنجمين القدامي وهي زاوية التربيع “وهي ما يعادل زاوية قائمة 90 درجة, أو بشكل اخر زاوية ترتبط بيتين بينهما بيتين ومثال على ذلك هي زاوية تربط كوكب في البيت الاول بكوكب في البيت الثالث ولكن بشرط ان يقع الكوكب الاول في اول درجة من البيت الاول ويقع الكوكب الثاني في اخر درجة من البيت الثالث, أو قد تنشأ الزاوية بين كوكب في البيت الاول مع كوكب في الدرجات الاولى من البيت الرابع والشرط هنا ان تكون الزاوية بين الكوكبين اقرب ل90 درجة وتنشأ عنها زاوية قائمة.
المحتويات
زاوية التربيع
وسر الاهتمام بهذه الزاوية بشكل اكبر من باقي الزوايا هو تراكم اكبر قدر من المعلومات التي دونها المنجمون القدامى عنها وسجلوا الكثير من التجارب علىها ووجدوا ان هذه الزاوية تأثيرها واضح وقوي ولا يقل عن تأثير مواضع الكواكب في البيوت بل يعادلها تقريبا, وطريقة استخراج اثرها الايجابي او السلبي سهلة ويمكن رصدها واختبار تأثيرها بشكل سهل سواء في الخارطة الشخصية بأي انسان او في الخارطة الشخصية لدولة من الدول أو لهيئة من الهيئات او لمؤسسة معينة. وبعض المنجمون يري اهميتها من ندرة حدوثها بالمقارنة بباقي الزوايا, ففي أغلب الخرائط الشخصية سوف تجد زوايا تثليث وزوايا تسديس لأن القمر وعطارد والزهرة لا يبتعدون عن موضع الشمس في السماء كثيرا. وبعض المنجمون يرون الاثر الاكبر لزوايا التربيع بين الكواكب الثقيلة وهي الكواكب الابعد عن الشمس وتبدأ بكوكب المشتري وزحل واورانوس ونبتون وبلوتو. والسبب في ذلك هو بطء هذه الكواكب في دورانها حول الشمس فيدوم تأثير الزوايا التي تربط هذه الكواكب ببعضها بزاوية التربيع لمدة طويلة قد تصل في بعض الاحيان الي تسع سنوات ولا تقل عن عامين.
التأثير الذي تحدثه زاوية التربيع
اذن يعتقد المنجمون القدامي ان زاوية التربيع تظهر في تأثيرها حسب عوامل معينة, منها نوع الكوكبين ووضعيتهما في البيوت, وعلمنا ان هؤلاء المنجمون كانوا يعتقدون ان الكواكب الاكثر تأثيرا اذا حدثت بينهما زاوية تربيع هي الكواكب الثقيلة بطيئة السير وكانت في حدود علمهم عبارة عن كوكب المشتري وزحل واورانوس ولكنهم كانوا لا يعرفون كوكب نبتون وبلوتو فكانوا لا يحسبون لها حسابا فهي كانت في حكم الغيب عندهم. فكانت في معظم كتابتهم يشرحون زوايا التربيع بين الكواكب الثقيلة والكواكب السريعة القريبة من الشمس وكان تأثيرها في اغلب الحالات سلبي, ومن اشهر الامثلة التي شرحت كثيرا هي زاوية التربيع بين كوكب المشتري او زحل مع كوكب المريخ او الزهرة.
علم التنجيم الحديث
أما في مناهج التنجيم الحديث فقد عرف المنجمون كوكبي نبتون وبلوتو وبالتأكيد درسوا تأثير ارتباطهم بزوايا التربيع مع باقي الكواكب سواء الكواكب الثقيلة بطيئة السير مثل اورانوس وزحل والمشتري أو الكواكب خفيفة الحركة مثل المريخ والزهرة وعطارد. ومن اهم زوايا التربيع التي وجدها المنجمون حديثا وجربوها كثيرا في خرائط شخصية وفي تحليل لخرائط تنجيمية للدول وخلافه زاوية التربيع بين كوكبي المشتري وزحل والتي اهتموا بها لأنها اشبه بمواجهة في لعبة المصارعة بين كوكب السعد الاكبر “المشتري” وكوكب النحس الاكبر “زحل” وكان اهتمامهم بمعرفة تأثير أيهما سيطغي على تأثير الاخر أم ان التعادل سيكون هو مصير المواجهة في زاوية التربيع, ومن خلال التجارب وجدوا ان النتيجة تتوقف على وضعية كل منهما في البيت الذي يقع فيه وقت الميلاد فقد يتواجد احدهما في برج يؤثر فيه اصلا مثل وجود المشتري في برج القوس فهو كما يقول المنجمون واقع في شرفه, او ان يتواجد زحل في الجدي فهو شرفه.