ونأتي الان للزاوية الثانية من الزوايا الاساسية التي تعرفنا عليها في مقال سابق وهي زاوية التثليث “التي تعادل 45 درجة بالمقاييس الهندسية” وقلنا انها تعادل علاقة كوكب في بيت وكوكب في البيت الذي يأتي بعده ببيتين أي اذا كان كوكب “أ” يوجد في البيت الاول يكون الكوكب “ب” في البيت الثالث. وسوف نعرض اهمية هذه الزاوية اولا ثم نتعرض لما كان يعتقده المنجمون القدامى ووضع هذه الزاوية في التنجيم الحديث وسوف نقدم في اطار المقال امثلة بسيطة تعد نموذج نسترشد به ونفهم الموضوع بشكل افضل.
المحتويات
زاوية التثليث
زاوية التثليث من الزوايا المهمة جدا فهي ذات اثر مباشر وقوي على البيت الذي تؤثر فيه وهي تعطي تأثيرها على بيتين مختلفين وعلى كوكبين مختلفين وتأخذ من اثر الاول علي الثاني في بيته, واثر الثاني على الاول في بيته ايضا. ومثال على ذلك فنفترض ان هناك زاوية تثليث بين كوكب المشتري الموجود في البيت الثاني في خارطة شخصية للشخص “س” وكوكب الزهرة الموجود في البيت الرابع, فهذه الزاوية تعطي تأثير ممتاز علي الحالة المالية للشخص بسبب الاثر الايجابي المميز الذي تضيفه الزهرة للمشتري في البيت الثاني “بيت الماديات والحالة المالية”, وفي نفس الوقت يعطي كوكب المشتري اثرا مميزا وايجابيا لكوكب الزهرة الموجود في البيت الرابع وهنا تعطي هذه الزاوية اثرا ايجابيا في الجو الاسري والبيت فالبيت الرابع هو بيت الاسرة والعائلة.
التأثير الذي تحدثه زاوية التثليث
أما عن رؤية المنجمون القدامي لزاوية التثليث فأغلبهم كان يراها زاوية ايجابية على اطلاقها فكانوا لا يعولون كثيرا على نوع الكوكبين ولا وضعيتهما في أي برج او اي بيت فكان الحكم دائما ان زاوية التثليث ايجابية الاثر في المطلق حتي لو كانت الزاوية بين كوكبين من الكوكب التي يعرفونها بالكواكب المنحوسة او ذات الاثر السلبي مثل زحل والمريخ ونجم الدبران. وكتبوا في مخطوطاتهم وكتبهم ان جميع زوايا التثليث سواء في الخارطة الشخصية او في خارطة التحويل تعد من العلامات الايجابية وتزيد من حظ الانسان ولا يوجد أي داعي لاعتبارها علامة شؤم حتى لو كانت بين كواكب منحوسة. وقد نقض هذه الاحكام المنجمون الذين جاءوا في المائتي عام الاخيرة والذين صنعوا ما يسمى بالتنجيم الحديث.
علم التنجيم الحديث
وهؤلاء المنجمون الذين ينتمون لمناهج التنجيم الحديث يرون ان التجربة اثبتت انه لا يوجد زاوية ايجابية الاثر او سلبية الاثر على اطلاقها, ويحدد مدي ايجابية الزاوية وضعية الكوكبين والبيوت التي تتواجد فيها, وباقي الزوايا التي ترتبط بها نفس الكواكب مع بقية الكواكب الاخرى في باقي البيوت. واعتقد ان هذه الرؤية تحمل قدرا اكبر من المصداقية فمن غير المعقول في مجال يعتمد علي تعدد العوامل التي يستخرج منها الاحكام ان يكون هناك حكم قطعي بات ومطلق, لكن الاصح ان تترابط العوامل بعضها ببعض ليستطيع المنجم ان يستكشف التحليل الارجح والاقرب للصحة. وهنا نقدم مثال بسيط يوضح الموضوع, فنفرض ان خارطة شخصية للشخص “س” فيها يرتبط القمر الموجود بالبيت الثالث مع كوكب اورانوس الموجود بالبيت الخامس بزاوية تثليث….ما تأثير هذه الزاوية؟ تأثير هذه الزاوية في الاغلب تأثير ايجابي يظهر في امرين: الاول يظهر اثرا ايجابيا في مستوي الشخص في التعليم الاساسي فكوكب اورانوس يجعله مبتكرا وخلاقا ومفكرا والقمر الموجود في البيت الثالث “بيت الدراسة الاساسية” يساعده على ذاكرة قوية وعاطفة رقيقة وبالتالي اجتمع لديه ميزات جميلة تساعده في التعليم, ومن جانب اخر يعطيه القمر اثرا ايجابيا في مجال الحب والارتباط والاطفال بسبب الاثر الايجابي للزاوية بين القمر واورانوس الموجود في البيت الخامس وهو بيت السعادة والنجاح والحب والاطفال.