اشتهر العرب منذ القدم بتميزهم وتقدمهم العلمي والتقني والأدبي وأيضا الفلكي لأن الفلك يعتبر من أقدم العلوم التي حاول الإنسان القديم استكشافها باعتباره يمثل عالم غامض كان يحتاج للكثير من الدراسة والتحليل من أجل الوصول للحقائق وفك الألغاز خاصة وأن بعض الظواهر كانت ترافقها الكثير من الخرافات لذلك كان لابد من تدخل العلم من أجل توضيح الأمور وجعلها منطقية حتى لا تظل أعين البشر معلقة بالسماء مبهورين بجمالها وسحر غموضها وفي دواخلهم رغبة كبيرة في الوصول إليها باعتبارها أبعد نقطة عن سطح الأرض أضف لذلك كل الأجرام السماوية التي تزينها سواء ليلا أو نهارا. وقد كانت هناك قاعدة مسلم بها تقول أن السماء هي الجزء المقابل للأرض وأن كل ما يحدث على الأرض له مقابل في السماء, وأن ما يحدث في السماء لابد وأن يؤثر في الأرض.
علم الفلك في بلاد الرافدين
لذلك اجتهد العرب القدامى في دراسة علم الفلك وقد كانت حضارة بلاد الرافدين (منطقة العراق) من أكثر الحضارات التي عرفت تقدما كبيرا في هذا المجال وتفوقوا على الكثير من الحضارات الأخرى وتمكنوا أيضا من جعل المعلومات الفلكية التي توصلوا إليها أساسا لكل الإكتشافات والإختراعات التي تمت والتي لازالت تتم بالإستعانة بما قدمته لنا حضارة بلاد الرافدين خاصة علم الفلك الرياضي. لأن أولى الدراسات التي تم تسجيلها في هذا المجال كان لها علاقة بالرياضيات والتي استعملت من أجل حساب الزمن وتحديد الفصول والمواسم والأشهر القمرية وما إلى ذلك من الأمور التي كانت تتطلب رصدا مباشرا للأجرام السماوية لكن بفضل علم الفلك الرياضي تمكن هؤلاء العلماء من تحديد كل هذه المعلومات الزمنية فقط من خلال الحسابات الفلكية وبلغ التقدم العلمي في هذا المجال أوجه خلال القرن الرابع قبل الميلاد.
علم الفلك عند الفراعنة
أما الفراعنة فقد قدموا للعرب الكثير من الإكتشافات التي أصبحت أساسا لعلوم الفلك لأن جل اهتمامهم كان ينصب على الفلك وما وراء الطبيعة باعتبار النجوم والأجرام جزء من العبادات التي كان الفراعنة متعلقين بها, وكان الفراعنة يعتمدون على أدوات بسيطة ويدوية مصنوعة فقط عن غصن ذو شق في الطرف مع مسطرة مسطحة ذات شاقول مربوط في أسفله قطعة من الرصاص ويتم حمله بشكل أفقي حيث يقوم الشخص بالجلوس باتجاه الشمال وشخص آخر باتجاه الجنوب ومن خلالها يتم تحديد الوقت والساعات.
علم الفلك عند الغرب
ظهرت أولى بوادر العلوم الفلكية في العالم الغربي لدى الإغريقيين منذ أكثر من 600 سنة قبل الميلاد معتمدين على تطوير ما بدأه العلماء العرب, إضافة إلى عملهم على اختراع واكتشاف نظريات جديدة, وكان الإعتقاد السائد أن الأرض كروية الشكل حسب نظرية فيثاغورس ومعظمها كانت نظريات ذات أساس فلسفي, وخلال القرن الثالث قبل الميلاد أكد أرستاركوس أوف ساموس أن الكواكب كلها تدور حول الشمس لكنه لم يستطع إثبات ذلك من أجل إلغاء نظرية أن الأرض هي مركز الكون.
وخلال عصر النهضة الأوروبية بدأ الإتجاه مرة أخرى نحو [highlight]علم الفلك[/highlight] حوالي سنة 1543 ميلادية حيث أكد نيكولاس كوبرنيكس نظرية مركزية الشمس من خلال وضع نموذج مصور للمجموعة الشمسية تظهر فيه الشمس في المركز والكواكب تحوم حولها وقد تمكن العلماء الأوروبيين من إعطاء وصف دقيق لحركة الكواكب باستعمال التلسكوب الذي ساعد إلى حد كبير في سبر أغوار الفضاء الخارجي إلى جانب مجموعة أخرى من المناظير التي ساعدت العلماء على تقدير كتلة وحجم الأقمار والكواكب وألوان طيف الشمس, أما مجرة درب التبانة فلم يثبت وجودها إلا في القرن العشرين.