منذ حوالي سنة قرأت احصائيات مدهشة عن نتائج عدد من الابحاث العلمية التي درست العلاقة المباشرة والغير مباشرة بين خسوف القمر واكتماله ومروره بمراحله المختلفة مثل الهلال والتربيع الاول والبدر والتربيع الثاني والمحاق مع حالات الناس على كوكب الارض. كان من ضمن الامور التي ادهشتني ان العلاقة الوحيدة التي كانت تظهر عيانا بيانا منذ زمن ويعرفها كثير من الناس هي ابسط العلاقات وهي المد والجذر الذي يحدث في البحار والمحيطات في وقت اكتمال القمر “البدر” وهي ايام 13 و14 و15 من الشهر القمري “الشهر الهجري”. وقد وجد العلماء لظاهرة المد والجذر سببا وتفسيرا علميا وهو ان القمر في لحظة اكتماله يتفاعل بالجاذبية مع الارض ويتسبب ذلك في حالة المد ثم يتناقص اكتماله ويتحول الحال في البحار والمحيطات الى الجذر.
تأثير القمر على الارض
وكان الباقي من العلاقات التي تم رصدها واحصائها في الابحاث كان مدهشا بحق, فقد وجد العلماء زيادة مضطردة غير طبيعية في عدد الجرائم في وقت اكتمال البدر, ووجدوا زيادة حالات الولادة في نفس الفترة, ورصدوا حالات كثيرة من اعمال العنف وجرائم القتل في نفس الفترات اذا قورنت بغيرها من باقي الفترات. ووجدوا ان اغلب الجرائم السرية تحدث في وقت المحاق وتمدد الظلمة في الارض بغياب القمر, وساهمت كل هذه الاحصاءات والدراسات العلمية في انشغال العلماء بالتفكير في هذه العلاقة العجيبة بين حالات القمر المختلفة بما يعيشه الناس في كوكب الارض, واصبحوا على ثقة بأن هناك فعلا علاقة واضحة وهناك تأثير حقيقي ملموس للقمر على الحياة في الارض, ولم يعد يقنع العلماء ان القمر وجوده لانارة الارض فقط كما كان يعتقد الناس منذ الاف السنوات, فوجود القمر والحالات التي يمر بها شهريا اثناء دورانه حول الارض يؤثر في كثير من الامور في الحياة على الارض.
خسوف القمر
وفي نهاية شهر نوفمبر سوف تشهد الارض خسوفا للقمر, ويهتم بهذا الحدث جدا كثير من الفلكيين المحترفين والهواة وسوف يخرجون الي المراصد والصحراء بالتلسكوبات لمراقبة ورصد هذا الحدث البديع, ويعكف في مراكز البحث علماء اخرون يبحثون في ايجاد تفسير للعلاقة بين حدوث خسوف القمر وانتشار موجات من العنف في المجتمع البشري, فقد اثبتت التجارب ان العنف الدموي والحوادث الارهابية يكثر حدوثها في الفترات التي تسبق خسوف القمر وتليه, وكذلك الحال مع كسوف الشمس, ونحن نعلم ان كلا الحالتين الكسوف والخسوف عبارة عن ظاهرتين فلكيتين تحدثان نتيجة دوران القمر حول الارض ودوران الارض حول محورها وحول الشمس, ففي اطار هذه الحركة في الفضاء يحدث مرارا وتكرارا ان يكون الشمس والارض والقمر على خط واحد تقريبا في الفضاء فاذا كانت الارض هي التي تتوسط هذا الخط الوهمي وأخفت ضوء الشمس عن القمر فسوف يحدث خسوف القمر, واذا توسط القمر الخط الوهمي بين الشمس والارض واخفي جزء من ضوء الشمس عن الارض يحدث كسوف الشمس.
وكل ما سبق في هذا المقال يصب في صالح التنجيم. والسبب ان العلم الحديث وخاصة علم الفلك وما يحيط به من علوم حديثة مثل البيولوجيا وعلم النوم وحتى الابحاث التي تتعلق بالاجتماعيات وعلم النفس وجدت دلالات وقرائن مادية تثبت وجود علاقة وتأثير لجرم سماوي قريب من الارض ويراه الناس بوضوح في السماء على حياتهم نفسها في الارض وعلى تصرفاتهم في الحياة, وما يثبت على القمر لا يوجد ما ينفيه عن باقي الاجرام السماوية الاخرى مثل الكواكب داخل المجموعة الشمسية او النجوم البعيدة في مجرتنا “درب التبانة”. وسوف يثبت العلم الحديث في السنوات القادمة ان هناك تأثير بالفعل لهذه الكواكب والنجوم على حياة البشر.