ونحن نتحدث عن التنجيم وما يحيط به من امور وفنون وكثير من اللغط والامور الكاذبة والغير حقيقية والتي تم وصم التنجيم بها بسبب وجود دخلاء على هذا العلم الذي كان مقدرا جدا ومعروف قيمته في زمان الصعود الذي شهدته الامة العربية والاسلامية وخاصة في القرن السابع والثامن الهجري. ونري الان ونتابع ايضا كيف قدره الغرب وادخل مناهجه في معاهد وجامعات بأوروبا وهي في قمة المجد والحضارة. اعرف ان الكثير من القراء يرى ان التنجيم في بلادنا اصبح عبارة عن وسيلة تسلية من باب حظك هذا اليوم التي يتولي نشرها أي كاتب في خمس دقائق وكأنه لا يدري ان هناك اناس ما زالوا يثقون بمن تعينه الجريدة او الموقع في هذا الموقع, فقد تجد شخص لا يسافر بسبب تشاؤمه من توقع المنجم في صحيفة كذا, وغيرها من النماذج.
طريقة المنجمين في الكشف عن التوقعات الشخصية
لذلك احببت ان اوضح لكم في هذا المقال جانب من الجوانب التي لا يعرفها كثير من الناس, وهو الطريقة التي يتبعها عدد كبير من المنجمين في الكشف عن التوقعات الشخصية للقراء بالشكل العام وهذا حسب الابراج الغربية او الابراج الشمسية الاثنا عشر المعروفة والتي تبدأ في فلك البروج ببرج الحمل والذي يبدأ عند الاعتدال الربيعي في 21 مارس, وتنتهي بأخر درجات برج الحوت المائي عند الاعتدال الربيعي التالي. وحسب دخول الشمس وباقي الكواكب السريعة في السير وهي “عطارد,الزهرة,المريخ” ومتوسطة السرعة “المشتري,زحل” والزوايا المهمة التي تحدث بينهم كل يوم يستطيع المنجم ان يستنتج توقعاته بشكل دقيق او لو شئنا الدقة التامة فهو توقع اقرب للصحة لأن التوقع الاكثر دقة يجب ان يكون شخصيا أي يختلف حسب كل شخص حسب عدد من العوامل منها موعد الميلاد ومكان الميلاد او المدينة التي ولد بها, ومنها يستنتج المنجم خارطة شخصية ويوزع البيوت الاثنا عشر ويسجل مواقع الكواكب في وقت الميلاد ويرسم الزوايا ومنها يبدأ في استنتاج التوقعات والصفات الشخصية.
التنجيم علم له اسس
اذن كل منجم يقول للناس ان هذه هي طريقته او وجدتم طريقة قريبة منها فنعلم انه منجم بحق ويأخذ بأسباب العلم بحق لكن اذا وجدتم من يقول لكم انا اتوقعها واراها في المنام, او اراها في بلورة سحرية, أو شيء من هذا القبيل فاعلموا انه افاق كاذب. التنجيم علم له اسس تدرس في معاهد وجامعات في افضل بلاد الدنيا منذ مئات السنين, ولهذا العلم اصول في الحضارات المبكرة منذ فجر التاريخ مثل حضارة المصريين القدماء والصين وبابل في العراق. هذه الحضارات اهتمت بدراسة الفلك ودراسة اثر هذه الكواكب في السماء على الحياة في الارض وعلى الانسان. ورسموا خرائط السماء في كتبهم ومخطوتتهم القديمة والتي تتواجد في عدد من اهم متاحف العالم حاليا في لندن واسطنبول ولشبونة.
التوقعات السنوية
أما التوقعات السنوية التي يصدرها عدد من المنجمون فأصلها في الحقيقة تعتمد على رؤية المنجم لخرائط الفلك في العام المقبل, فهو يستطيع بسهولة متابعة ما تقوله وسائل الرصد عن مواقع وجود الكواكب خلال اكثر من عام مقبل, ومن الوضعيات الجديدة التي ستنشأ خلال المستقبل القريب يستطيع توقع ما سوف يحدث تقريبيا ويبقي ما يتوقعه دائما في دائرة الاحتمال وليس اليقين او حتمي الحدوث. وما الفائدة التي تعود علىنا اذا علمنا ما قد يحدث ولم يكن لنا وسيلة لتجنب الشر واكتساب الخير؟ اذن هي توقعات محتملة, ومثال على ذلك فمن المتوقع مثلا انتقال كوكب الزهرة في نهاية شهر مارس المقبل الي برج الدلو , من هذه الوضعية الجديدة سوف يتوقع المنجم الفاهم لعمله ان مواليد برج الدلو سوف تنتعش لديهم العاطفة وسيكون لدي جزء منهم فرصة لعلاقة عاطفية جديدة, ولدي جزء اخر فرصة لاصلاح علاقة عاطفية تعاني من ازمة ما, ويسري الاثر الطيب لهذه الوضعية على مواليد باقي الابراج الهوائية وهي الجوزاء والميزان, ويتبعها في درجة التأثر مواليد الابراج النارية الحمل والاسد والقوس.