تحدثنا في موضوع سابق عن الزوايا التي تتشكل بين الكواكب المختلفة بعد ان نضعها في البيوت الاثنا عشر الموزعة بالتساوي حسب بدايتها بالبرج الصاعد في اثنا عشر جزء متساوي من دائرة اسماها المنجمون القدامي بدائرة البيوت او الخارطة الشخصية, وقلنا ان الزوايا الاساسية المشهورة وصاحبة التأثير الاكبر هي اربع زوايا وهي زاوية الاقتران, وزاوية التثليث, وزاوية التربيع, وزاوية المقابلة. وفي سلسلة من اربع مقالات تبدأ بهذا المقال سنتحدث بنوع من الايضاح لكل زاوية من الزوايا, ولكن ولأن الموضوع فيه تفاصيل كثيرة وقد يراها البعض معقدة , سنحاول ان نوضح منها ما يناسب الغالبية العظمى من القراء وسنركز على المعلومات الاساسية والبسيطة ونوضح القاعدة الاهم التي يبني عليها المنجم حكمه ورأيه.
المحتويات
زاوية الاقتران
ونبدأ هذا المقال مع الزاوية الاولى والتي تعتبر في منطق الهندسة والرياضة لا تمت لكلمة زاوية بصلة لأن الزاوية في الهندسة عبارة عن علاقة خطية بين نقطتين بينهما زاوية محددة بقيمة رياضية, أما الاقتران فالمسافة بين النقطتين تقارب الصفر لأنها علاقة زاوية بين كوكبين في بيت واحد داخل الخارطة الشخصية, ونسمع من حين لأخر ان هناك ظاهرة فلكية يفضل رصدها من جانب هواة الرصد الفلكي فيخرجون للصحراء والحدائق والمراصد لمراقبة مشهد اقتران الكواكب في برج فلكي معين ويكون المشهد في السماء رائعا بحق. أما في علم التنجيم فزاوية الاقتران تعد من اهم الزوايا التي يستند عليها المنجمون لاستخراج احكام شخصية وتوقعات مستقبلية.
التأثير الذي تحدثه زاوية الاقتران
طبيعة التأثير الذي تحدثه زاوية الاقتران تتوقف على عدة عوامل وحسب هذه العوامل يستخرج المنجم الاحكام والتوقعات, فوجود كوكبين في برج الحمل الذي يقع في البيت الثاني لشخص ما تعتمد الاستنتاجات علي ثلاث عوامل وهي صفات البرج “الحمل” وترتيب البيت “البيت الثاني” واسم الكوكبين. ومثال اخر وجود كوكبين في برج السرطان الذي يقع في البيت الخامس لشخص ما تعتمد على ثلاث عوامل ايضا وهي صفات البرج “السرطان” وترتيب البيت “البيت الخامس” واسم الكوكبين. جدير بالذكر ان بعض المنجمون القدماء كانوا يرجحون وجود تأثير ايجابي لزاوية الاقتران بين أي كوكبين ماعدا ان يكون كوكب زحل و كوكب المريخ هما الكوكبان المقترنان ففي اقترانهما معا في أي بيت من البيوت يظهر أثر سلبي بل شديد السلبية مالم يلطفه تأثير اخر يأتي من البرج أو زاوية ايجابية مع كواكب اخري. وتقول الكتب القديمة ان اقتران كوكب المريخ وزحل في أي برج في السماء أمر مشؤوم يصاحبه سواء قبل الاقتران او بعده احداث عنف كبيرة وكوارث بشرية, وبعض المنجمون يطورون ادائهم وتوقعاتهم فيحددون نوع الكارثة فاذا وقع الاقتران في برج الثور فيكون توقعهم ان تكون الكارثة اما كارثة أرضية “زلزال او بركان مثلا” أو كارثة مالية عالمية, واذا وقع الاقتران في برج الحوت فيكون توقعهم حدوث كارثة تتعلق بالماء مثل تسونامي مثلا.
علم التنجيم الحديث
أما في علم التنجيم الحديث فلا يوجد تحديد لتأثير زاوية الاقتران بشكل عام في الاتجاه الايجابي او السلبي, ولكن تم تحديد الاثر حسب تأثير العوامل الاخرى التي تتشارك مع الزاوية ايضا, فهم يهتمون اولا بموضع الاقتران ونوع البرج الذي حدث فيه, وترتيب البيت الذي وقع فيه الاقتران سواء في خارطة شخصية لانسان أو في خارطة شخصية لدولة. وهنا يتسائل احد القراء : هل يوجد خارطة شخصية لدولة؟ والاجابة نعم يوجد خارطة شخصية للدولة مثلها مثل الشخص ومنها يستخرج المنجمون معلومات وتوقعات كثيرة سوف نقدمها لكم في مقالات قادمة. وحتى ننهي مقالنا عن زاوية الاقتران بشئ ايجابي فنذكر مثال ايجابي وهو اقتران كوكب المشتري والزهرة في خارطة شخصية لانسان فهذا معناه سعد كبير وحظ وفير يكون بشكل خاص في نوع البرج الذي كان فيه الاقتران وقت الميلاد بالاضافة الي ترتيب البيت.