كنا ونحن صغاراً ننظر في صفحة السماء وندقق في شكل القمر وهو يتألق بدراً كاملاً في الليالي القمرية الثلاث والتي تأتي متوافقة مع اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بالشهر القمري “العربي”. كان كثير من الأطفال يروون في شكل القمر أرنباً رمادياً, والبعض كان يري رجلاً يمسك بالمدق ويضرب في الصخور, والبعض كان يتخيل أن القمر يترقبه ويسير معه حيثما يسير ويتعقبه. كانت خيالات رائعة نحتفظ بها في ذاكرتنا القديمة ولا ننساها. هل بحق يؤثر في مشاعرنا وتشكيل وجداننا القمر بهذا الشكل أم أن هذه مجرد خيالات طفولية ذهبت مع التقدم لسن الصبي والشباب؟
القمر في علم الفلك والأرصاد
من المعلوم طبقاً لعلوم الأرصاد الجوية والفلك أن القمر يؤثر وهو السبب الرئيسي في ظاهرة المد والجذر في البحار والأنهار. عندما يكتمل القمر بدراً تزيد ظاهرة المد وتطفو المياه وتداعب الشواطئ, وعندما يحدث الجذر تنسحب المياه للداخل أكثر وتستمر هذه العملية بفعل الجاذبية التي بين الأرض والقمر وأثبتها العلماء بالفعل. وقد أثبت العلماء مؤخراً أن اكتمال القمر وانتقاله الي مرحلة البدر التمام تؤثر في جميع سوائل الجسم البشري وأجسام الحيوانات, فقد وجدوا كثير من النساء يحضن في فترة اكتمال القمر, ووجدوا أن العمليات الجراحية التي تجري في وقت اكتمال القمر أكثر احتمالية للنزيف, ووجدوا أن الحوادث تكثر في نفس الفترة. هذه الاكتشافات جعلت للقمر تأثير أبعد من التأثير التنجيمي العادي وذلك يجعل توقعاتنا بتأثير القمر السيكولوجي والمعنوي أقرب للتصديق والتعامل معه بنوع من الجدية لا الاستخفاف.
دورة القمر
علي حسب ما تعلمنا يدور القمر دورة كاملة حول الأرض في شهر واحد حسب التقويم الهجري أو العربي الذي بدأ مع هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة الي المدينة المنورة. وللقمر منازل يتحرك فيها وهي ما نعرفه الأن بالبيوت أو البروج. وللقمر مثل باقي الكواكب تأثير قوي عندما يدخل في كل منزل ولكن يخف تأثيره مقارنة بالكواكب الأخري بسبب سرعة حركته وعدم استمراره داخل كل بيت لأكثر من يومين بالضبط. لذلك يصف المنجمون تأثير القمر ونزوله بكل بيت بالتأثير الخفيف أو البسيط ولكنه فعلاً مؤثر وملموس. أما موضع القمر في بيت معين وقت ميلاد الشخص وتأثير تلاقي الكواكب بالزوايا المختلفة مع الموضع القديم للقمر في الخارطة الشخصية للشخص في اطار تحليل ما يطلقون عليه “خريطة التحويل” وهي التي يدرس فيها المنجمون تأثير دوران الكواكب حالياً علي وضعيات الكواكب نفسها في لحظة ميلاد الشخص, وجدوا أن تأثير القمر وقتها يكون مهم جداً ومن التأثيرات القوية والمعبرة عن الشخص.
منازل القمر
في هذه الفقرة من المقال سنقدم موجز بسيط لتأثير دخول القمر لكل منزل أو بيت من البيوت الاثنا عشر علي مشاعر الناس بشكل خاص :
- نزول القمر في بيت الحمل : تتأجج المشاعر وتشتعل أكثر ويصبح الشخص أكثر ميلاً للتصريح بمشاعره.
- نزول القمر في بيت الثور : تستقر المشاعر وتهدأ ويصبح الشخص أكثر رقة ورومانسية وأكثر احتفاظاً بالتعبير عن عواطفه بشكل عملي.
- نزول القمر في بيت الجوزاء : تضطرب المشاعر وتتعدد توجهاتها واضطراباتها. يصيب الشخص نوع من الملل من رتابة العلاقة العاطفية.
- نزول القمر في بيت السرطان : تستقر العلاقة العاطفية ويتذكر الأحباء ذكريات حلوة كانت تجمعهم وتنشط الذاكرة ويحلو جو البيت والأسرة.
- نزول القمر في بيت الأسد : من أفضل وضعيات القمر أثناء دورانه ومن أنسب اللحظات للتعبير عن الحب لمن نحب.
- نزول القمر في بيت العذراء : نهتم بتفاصيل الحب وبكل شئ يتعلق بمن نحب. نتردد في التعبير عن مشاعرنا ولكن ندقق في الاختيار.
- نزول القمر في بيت الميزان : تزداد العلاقة رومانسية ويرتفع لدينا الحس والذوق. نحب في هذه الفترة الاستماع للموسيقي وكلمات الحب.
- نزول القمر في بيت العقرب : فترة عاطفية بامتياز ولكن يصيبنا فيها الشك والغيرة علي من نحب.
- نزول القمر في بيت القوس : تعم البهجة علاقتنا العاطفية ونسعي للخروج من الروتين والانطلاق في مكان مزدحم بالناس والفرح.
- نزول القمر في بيت الجدي : الجدية والأمان هما الصفتان الأكثر ظهوراً علي علاقتنا العاطفية وعلي مشاعرنا في هذا الوقت.
- نزول القمر في بيت الدلو : التحول والتبدل والاستقلالية عنوان العلاقة حالياً حيث نسعي للخروج من طوق العادة والتحرر من التقاليد.
- نزول القمر في بيت الحوت : تهدأ العلاقة وتستقر ونستمتع فيها بالاستماع لبعضنا البعض ولا نتحدث كثيراً.