كان الناس في كل انحاء العالم من هواة الرصد الفلكي ومحبي متابعة الاحداث الاستثنائية ينتظرون بشغف كبير قدوم المذنب الكبير “ايسون” والذي اسمته بعض وسائل الاعلام العالمية “مذنب القرن” نظرا لأهميته والمدة التي قضاها في مداره حول الشمس وهو مدار بعيد جدا عن مجموعتنا الشمسية نفسها. فمن المعروف ان مذنب ايسون ظل يجري في الفضاء لمدة 4.5 بليون سنة ضوئية. هل تتخيلون هذا الرقم الفظيع ومدي طول هذه الفترة؟ في شهر نوفمبر الماضي دخل المذنب ايسون لأول مرة دائرة الرصد أي كان يمكن لهواة الفلك تصويره ومشاهدته بواسطة التلسكوبات الفلكية عالية الجودة ولكن كان رصده صعبا نسبيا بسبب بعده عن الارض في هذا الوقت. لكن كان كل هواة الرصد ينتظرون على احر من الجمر نهايات شهر نوفمبر وبدايات الشهر الحالي حيث يقترب فيها المذنب ايسون لأقصي درجة من الارض ويمكن مشاهدته حتي بالعين المجردة.
احتمالات المذنب ايسون
ولكن كان امام المذنب ايسون اختبار في منتهي الصعوبة وهو المرور بقرب الشمس والتعامل مع جاذبيتها القوية جدا ومواجهتها بقوي الطرد المركزي الفيزيائية, وكانت الحسابات تشير الي احتمالين, اما ان ينجح المذنب ويحافظ على كتلته ومكوناته الثلجية والصخرية ويعبر خلف الشمس ويرتد في مداره كما هو ووقتها يصعد الراصدون للجبال والحدائق لرصده وتصويره حيث يقترب جدا من الارض ويشكل ظاهرة فريدة من نوعها, أما الاحتمال الثاني هو احتراق المذنب ايسون وتفتته بفعل جاذبية وحرارة الشمس القوية.
هل لهذه المذنبات تأثير تنجيمي على البشر والكائنات على كوكب الارض ؟
ولسوء الحظ انتهت مسيرة المذنب ايسون خلف الشمس وحق عليه الجملة “ذهب وراء الشمس”. انتهت مسيرة استمرت 4.5 بليون سنة ضوئية سارحا بكتلة من الثلج والصخر في الفضاء السرمدي. وذهبت فرصة استثنائية لرصد مذنب كبير يقترب من الارض ولا يشكل خطورة عليها. وكانت ستكون فرصة افضل كثيرا من فرصة تصوير ورصد المذنب هالي الذي يعود الي موضعه قرب الارض كل 74 عاما والذي رصدناه منذ سنوات معدودة. والسؤال الان : هل لهذه المذنبات تأثير تنجيمي على البشر والكائنات على كوكب الارض؟
علم التنجيم يعود تاريخه المكتوب والمدون الي 5000 سنة امتلئت الكتب بالتجارب العملية وخبرات العلماء وغير ذلك. لا نجد أي شئ يخص المذنبات والتي كان يسميها العرب قديما “النجمة أم ذيل” من الناحية التنجيمية. ربما يكون السبب هو عدم رصد المنجمون والفلكيون القدامي مسارات هذه المذنبات, أو ربما يكون بسبب المدي البعيد جدا لمدارها حول الشمس او في المجرة وهذا الوقت الطويل قطعا لا يسمح لبشر مهما كان ان يرصد تأثير هذه الاجرام على البشر. نحن استطعنا الكشف عن تأثير كواكب المجموعة الشمسية (تأثير كوكب المريخ ، تأثير كوكب الزهرة، تاثير كوكب عطارد الخ…) بسبب قدرتنا على رصد سيرها في مداراتها على مدي سنين طويلة. وربما يأتي في المستقبل من يستطيع استنباط احكام تنجيمية لهذه الاجرام البعيدة والنجوم ايضا. كثير من المنجمين المعاصرين يؤكدون على فرضية ذلك واسبابهم منطقية وهي ان المنجمين القدامي كتبوا ما وجدوه واستطاعوا رصده, فكانوا لا يعرفون نبتون وبلوتو مثلا وبالتالي لم يتعرضوا لتأثيرهم.
مصدر الصورة : وكيبيديا