هناك الكثير من الضجيج الإعلامي مؤخراً حول الحواء أو الحية – البرج الثالث عشر – والذي أدخل الكثير من الناس في أزمة هوية فلكية، وأصبح الناس يتسألون حول ماهية هذا الأمر. لكن الموضوع برمته ليس صحيحاً. الحواء أو الأفعى لا علاقة له بعلم الأبراج على الإطلاق كما يقول خبراء الأبراج. الأمر يتعلق بعلم الفلك، وهي ليست برج بل كوكبة. هناك 4 مواسم في السنة، وكلاُ منها له بداية ووسط ونهاية. هذا ما يجعل الأبراج أثني عشر برجاً. فلا يوجد شئ أسمه البرج الثالث عشر.
إذن لماذا يتسأل الناس عما إذا كانوا قد أصبحوا بين ليلة وضحاها من مواليد برج الثور بعد أن كانوا من مواليد برج الجوزاء؟ في السطور التالية نعرض الإجابات المنتظرة لهذا الجدل الكوني :
ما هو الحواء أو الأفعى ؟
الحواء أو الأفعى هى كوكبة كبيرة وحديثة، يتم تمثيلها غالباً على شكل رجل يمسك بثعبان والذي يمثل كوكبة العقارب. وتعتبر الكوكبة الثالثة عشر وفقاً للإتحاد الفلكي الدولي، والذي حدد أن هذه الكوكبة تقع وراء الشمس بين 1 ديسمبر إلى 18 ديمسبر.
هل الحواء أو الأفعى هو البرج الثالث عشر ؟
لا. فهي مجرد كوكبة. والكتاب الذي أسس لعلم الأبراج (كتاب تيترابيبلوس من تأليف كلوديوس بطليموس عام 170 ميلادية) يذكر فقط 12 برج. بعض علماء الأبراج يمارسون علماء التنجيم القائم على مواضع الكوكبات الحقيقية ويعتبرون هذه الكوكبة البرج الثالث عشر. لكنهم قلة لا تتجاوز 1 في المئة من مجموع علماء الأبراج.
كيف بدأت هذه القصة؟
بدأت هذه القصة عندما أدلى عالم الفلك بارك كانكل – من جامعة مينابوليس التقنية – بتصريح لمجلة مينيابوليس ستار تريبيون حول الحركة البدارية للنجوم على مر الزمن. قال كانكل: “منذ ألفي عام كانت الشمس في أي مكان كانت فيه. لكنها الآن تبعد كوكبة كاملة عن ذلك المكان”. انتشر تصريح كانكل كالنار في الهشيم، وانتقل لشبكة فوكس نيوز ووسائل إعلام أخرى لإن الناس أفترضوا خطأ أن علم الأبراج والتجيم يعتمد على كوكبات النجوم. لكن هذا الأمر غير صحيح.
إذن ما هي الحقيقة؟
يستند علم التنجيم على الفصول الأربعة، وليس على كوكبات النجوم – والمواسم لا تتغير. كما ذكرنا أنفاً، هناك أربع فصول في السنة، وكل فصل له بداية ووسط ونهاية، مما يجعل هناك أثنى عشر برجاً في السنة. لا يوجد شئ اسمه البرج الثالث عشر. نقطة. فصول السنة تقاس من خلال درجة ميل الأرض في دارها حول الشمس، حيث يتحرك شعاع الضوء المباشر الصادر من الشمس إلى شمال أو جنوب خط الأستواء.
عندما تعبر الشمس خط الأستواء باتجاه الشمال يسمى هذا الإعتدال الربيعي. هذا الحدث يمثل بداية فصل الربيع في الشمال وفصل الخريف في الجنوب. كما أنه يمثل اللحظة التي تصل فيها الشمس إلى بداية برج الحمل في نظام الأبراج الأستوائي. هذا هو النظام المستخدم في علم التنجيم. لكن من الصحيح أن الأبراج الأستوائية لا تتماشى مع الكوكبات. فبسبب التذبذب البطئ للغاية للأرض، يحاذي الإعتدال نقطة مختلفة في الفضاء كل سنة. نقطة برج الحمل (الدرجة صفر لبرج الحمل أو موضع الإعتدال الربيعي كل عام) يتغير ببطء في حركة عكسية (في إتجاه معاكس للأبراج)، متحركاً درجة واحدة كل 72 عاماً ويستغرق 26,000 سنة لإستكمال دورة كاملة. يسمى هذا التحول التدريجي الحركة البدارية للإعتدالات.
الحقيقة أن الكوكبات في حد ذاتها ليست إلا مجموعة من النجوم الثابتة التي تبدو متناسقة بطريقة معينة من وجهة نظرنا. هذه التجمعات النجمية تبدوو قريبة من بعضها من وجهة نظرنا على الأرض، لكن بالنسبة لكائن فضائي في مجرة أخرى قد تبدو بشكل أخر وليس من الضروري أن تكون قريبة من بعضها. لذلك في علم الأبراج والتنجيم، هذه الكوكبات هي مجرد نقاط مرجعية لتوضيح الإرتباطات بين حركات الكواكب والسلوك البشري والتجربة.
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لي؟
لا شئ! لم يتغير برجك على الإطلاق. إذا كنت من مواليد برج الجوزاء بالأمس، فأنت مازالت من مواليد هذ البرج اليوم – لا تقلق، لن تستيقظ يوماً لتجد نفسك من مواليد برج الثور .
ما الذي نتعلمه من هذا؟
استمع إلى الخبراء. ولا تصدق كل ما تقرأ حتى تتيقن من كل الحقائق المعروضة. هناك الكثير من الناس الذي يعتقدون أنهم يفهمون في علم الأبراج والتنجيم، لكن حقيقة لا يفهمون. وموقعنا يتعامل فقط مع علماء الأبراج المحترفين.