هو القمر الوحيد الذي يحوم حول الكرة الأرضية ويعد في حجمه أصغر بخمس مرات من حجم الأرض مما يسهل علينا جميعا رؤيته بالعين المجردة وهو يلمع ويشع بالضوء, وقد استخدمه المسلمون على مر قرون طويلة من أجل حساب التقويم الهجري. ويعد القمر ثاني أكثر جسم مضيء بعد الشمس رغم أن سطحه الحقيقي مظلم لكنه يظهر لنا مضيئا بسبب انعكاس أشعة الشمس عليه, ورغم أن القمر بأكمله يتلقى نفس الكمية من الأشعة من الشمس لكن الجانب الذي يظهر لنا هو المضيء أما الجانب الآخر ( وجه القمر الآخر) فهو ما يطلق عليه الجانب المظلم وهو الأكثر غموضا لأننا لا نراه لأن القمر خلال دورانه حول الأرض يعرض دائما نفس الجهة ونفس الوجه وهذا الوجه يسمى الجانب القريب لأن الأرض و القمر يدوران معا حول نفسهما ويستغرقان نفس المدة في كل دورة ولهذا فإننا نرى دائما نفس الجهة وتبقى الجهة الأخرى غامضة بالنسبة لنا حيث لم يتم استكشافها بعد. وللقمر والابراج علاقة وثيقة وذلك فاننا نتحدث عن موضوع وجه القمر.
الفرق بين وجهي القمر
والغريب في الأمر أن وجه القمر الآخر او الجانب البعيد من القمر يبدو مختف تماما عن الوجه المضيء الذي نراه والفرق بينهما كالفرق بين الوجه العبوس والوجه المبتسم, وهذا الإختلافات تم تحديدها بالضبط منذ عشرات السنين وبالضبط سنة 1959 عندما تم التقاط بعض الصور له أما سنة 1968 فقد تمت رؤيته مباشرة بالعين المجردة من قبل أحد رواد الفضاء وهناك تم اكتشاف الفرق بين الوجهين معا, فالجانب الآخر من القمر يتميز بوجود الكثير من التضاريس الصعبة وكثرة الجبال والمرتفعات وأيضا العديد من الفوهات البركانية التي تشير إلى احتمال وجود براكين, وبالنسبة لعدد البحار فإن مقارنة كلا الجانبين تظهر بوضوح أن الجانب المضيء من القمر هو الذي يحتوي على بحار كثيرة ولا يعرف حتى الآن سبب هذه الإختلافات لكن كل الإحتمالات تشير إلى أن السبب قد يعود لكثرة الإصدامات الخارجية التي يتعرض لها دائما الجانب الآخر البعيد من القمر.
أما فيما يخص سطح القمر وبالضبط القشرة الأرضية لكلا السطحين فإنها تبدو من الخارج مختلفة وهذا الإختلاف تم استكشافه بعد دراسة وفحص سمك قشرة سطح القمر وهذا السمك أظهر أيضا نوعا من الإختلاف, حيث تمت ملاحظة أن سمك قشرة سطح القمر من الجانب المضيء تبدو أكثر سماكة مقارنة بالجانب الآخر المظلم وسبب هذا الإختلاف غير معروف أيضا باستثناء ما يحدث لهذا الوجه من تأثيرات بسبب ظاهرتي المد والجزر وكذا تعرض هذا الجانب للنيازك مباشرة على سطحه. كما أن هذا الجانب المضيء يحتوي على حمم بركانية متجمدة هي التي تظهر لنا أحيانا على شكل بقع رمادية في الوجه المضيء من القمر والتي تغنى بها الشعراء والبعض يتخيلها ويرى فيها صور ووجوه..
هل يمكن أن نرى يوما ما وجه القمر الآخر ؟
من المؤكد أن ذلك لن يحدث إلا بإذن الله, لكن علم الفيزياء يضع دائما احتمالات واردة, لأننا لا نستطيع أن نقول “لا يمكن” لأن هذه الإجابة تغلق أبواب البحث والدراسات, وسبب صعوبة تقديم هذه الفرضية أن الأرض والقمر مرتبطان ببعضهما بظاهرة المد والجزر, لذلك يرتفع مستوى الماء في البحار وهذا الإرتفاع لا يقتصر على الماء فقط بل أيضا تتأثر الأراضي وترتفع اليابسة عدة سنتيمترات وكأن الأرض التي نعيش عليها قلب ينبض رغم أننا لا نشعر بهذه الحركة لكن مصدرها الدائم هو قمرنا. وما لا نعرفه أن الأرض تؤثر أيضا على القمر وعلى بحاره وتسبب لها ظاهرتي المد والجزر. كل هذه العوامل الفيزيائية تمنعنا من رؤية وجه القمر الآخر وربما هذا أفضل لنا لأننا سنتوقف عن ربط القمر بالجمال بسبب التشوهات والنتوءات التي تشوه وجهه الآخر.