عندما نتابع توقعات خبراء التنجيم في برامج التليفزيون والراديو وعلى صفحات المجلات والصحف نتسائل في انفسنا ونسأل الاصدقاء هل تصدقون هذه التوقعات؟ واذا كنتم تصدقونها فالي اي حد تتوقعون ان تصدق هذه التوقعات؟ ونتسائل ايضا هل نتابع هذه التوقعات يوميا او اسبوعيا او حتي سنويا باهتمام وفضول وشغف أم هو الاهتمام العادي الذي لا يصح ان نعبر عنه بالاهتمام الحقيقي المشوب بالشغف والفضول؟
المحتويات
توقعات المنجمين
أغلب الناس في بلادنا العربية لديهم هاجس غريب جدا مع التنجيم والابراج, فهم يهتمون بها جدا ويطالعون توقعات المنجمين سواء المحترفين وهم قلة او المدعين الكاذبين الذين يروجون للخرافات والترهات والتوقعات الكاذبة والتي لا تزيد عن كونها مجرد جمل لا تعبر الا عن شخص فارغ لا يفقه شيئا ولا نصيب له من العلم ويستغل فضول وشغف الناس بالاطلاع على المستقبل ويكتب أي كلام وللاسف يخون ضميره وينسي ان الاف الناس يعتمد ويتفاعل في الواقع مع هذه التوقعات. والغريب ان نفس هؤلاء الناس عندما تسألهم عن اهتمامهم الواضح بالتنجيم والابراج ومتابعة التوقعات وحظك هذا اليوم كل صباح فيستنكرون ذلك ويذمون فاعله ويتناسون ان فاعله هم انفسهم ولكن يتفاعلون معك برد الفعل المعروف نفسيا بالانكار, أي انهم يدافعون عن انفسهم بانكار الفعل الذي يقومون به فعلا ولكن يكذبون لدرجة انهم يصدقون الكذبة.
تأثيرات النجوم والكواكب والابراج
ويبقي السؤال المهم بجد وهو هل تتدخل تأثيرات الابراج والكواكب والنجوم وما تقدمه للمنجمين فيقومون برسم الخرائط التنجيمية ودوائر البروج وتقسيم البيوت ويستخرجون الاحكام والتوقعات , ويكون هذا التدخل شرطي وحتمي وتكون التوقعات مشروطة وحتمية الحدوث وتساوي في ذلك القدر أو بمعني اخر اوضح ان تأثيرات الكواكب والابراج هي القدر الواقع بالانسان فعلا؟ أم ان تأثيرها لا يتعدي مرحلة الترجيح او التأثير السببي أي هو مجرد دفع للانسان في اتجاه ما ولكن بدون ان يكون حدوثه شرطا وحتميا ويتوقف قبل الخط الاحمر المصنوع للحفاظ على اختيار الانسان وحريته في تقرير ما يراه وهي مساحة الضمير التي يحدث فيها الانسان نفسه سرا ولا يطلع على ما في نفسه احد, فأنت مهما كان قربك من شخص لا تستطيع ان تعرف ما يدور بينه وبين نفسه الا ان تكون تشعر به فقط.
التوقعات التنجيمية
الحقيقة يا اصدقائي ان تأثيرات النجوم والكواكب والابراج لا تتساوي اطلاقا مع القدر, ولا تعتبر حتي من الاسباب التي يصح ان يعول عليها الانسان, ولكن حقيقتها انها مجرد مؤثرات قوية تدفع المسار ناحية اتجاهات معينة وتصنع حالات نفسية معينة وتصنع افكارا معينة يجذبها الانسان ويتعامل معها, فاذا اثرت الكواكب والابراج بتأثير سلبي على مواليد برج معين قد يستطيع انسان من مواليد هذا البرج ان يقاوم هذا الاثر وينجح في حياته بشكل عادي جدا, وفي نفس الوقت تجد شخص يتأثر بقوة بهذا الاثر السلبي فيصيبه, اذن الموضوع يتوقف اولا واخيرا على كل انسان منا. وهذا يدفعنا للقول ان التنجيم يقدم لك توقعات بناء على معطيات النجوم والكواكب مثلها مثل توقعات الارصاد الجوية للايام القادمة, فأنت تستطيع ان تتجنب المطر والعواصف فتحتمي في بيتك, وتستطيع ان ترتدي ملابس خفيفة في الحر, كذلك انت تستطيع ان تتعامل مع التوقعات التنجيمية بهدوء وبدون مبالغات, فاذا قرأت مثلا توقع بسوء حظ في السفر, وانت ترى منطقيا ان هذا السفر فيه فوائد لك, فالافضل أن لا تتنازل عن ما في يديك وتسافر ولكن ننصحك بتوخي الحذر سواء في الطريق او في القرارات التي تتخذها والعمل الذي تقوم به ليس اكثر ولا اقل, اما ان تبالغ في التعويل على توقعات الابراج وتمنع نفسك عن اشياء بناء عليها فهذا شئ غير صحيح.