من المهم ان نوضح للناس واعزائنا القراء الفوارق الكبيرة بين بعض المفاهيم والامور في موضوع السحر. وهذا هو الفصل في الفوارق بين العين والحسد والسحر وهي امور تبدو متشابهة كثيرا في وعي الناس وخاصة العامة فهم لا يفرقون كثيرا وبوضوح بين هذه المفاهيم وقد يعتبرونها شئ واحد ولكنها مختلفة تماما. ولذلك كان من المهم ان نوضح الفارق بينها في هذا المقال حتى يستقيم الامر عندما نبدأ في تقديم مقالات اكثر وضوحا واكثر تفصيلا. اذن ما هي العين؟ وما هو الحسد؟ وما الفارق بين العين والحسد؟ وما الفارق بين الاثنين والسحر؟ أي هذه الامور اشد في التأثير سلبا على الانسان؟ تعالوا لنتعرف….
المحتويات
الفوارق بين العين والحسد والسحر
-
العين
في الصحيحيين بخاري ومسلم هناك حديث نبوي يشير الى ان العين من اهم اسباب وفاة المسلمين بعد القضاء والقدر. وكثيرا ما كنت أتأمل في معني هذا الحديث بغض النظر عن نقض البعض من العلماء له ولمعناه. العين يا سادة هي ان ينظر الانسان وبداخله طاقة سلبية مركزة لنعمة في يد غيره. ومن هنا اتي مثل شعبي معروف يقول “العين فلقت الحجر” وهذا المثل جاء من قصة منقولة عن حماية الرسول الكريم لحفيديه الحسن والحسين من عين شخص نظر لهما بحقد فنجاهما الله ولكن سهام العين فلقت حجرا من الصلب من شدتها. وبعض العوام يؤكدون حدوث العين عندما ينظر شخص بسوء لميزة او نعمة في ايديهم وتظهر النتيجة بسرعة في صورة جرح او مرض او اصابة في لحظات. وهذا يعني ان العين (صيبة العين) عبارة عن انسان بداخله طاقة سلبية من اي نوع “حسد, حقد, ضيق, ضغينة, عدم رضا, كراهية” ينظر الى شخص صاحب نعمة ظاهرة من اي نوع ينتج عنها سوء يلحق بصاحب النعمة.
-
الحسد
اما الحسد فقد تنوعت فيه الاقوال فالحديث النبوي يقول “لا حسد الا في اثنتين العلم والمال”. والبعض يروي ان الحسد اكبر من ذلك. والناس تعرف الحسد انه تمني الشخص لزوال نعمة من ايدي شخص اخر. وهو هنا يختلف عن العين, ويختلف عن الغبطة والغبطة هي الحسد الحميد وسنوضح الفرق بينهما.
العين كما ذكرنا عبارة عن النظر بطاقة سلبية من شخص الى نعمة يتمتع بها شخص اخر بدون تمني زوالها او استمرارها وبدون تمني امتلاكها او امتلاك مثلها ولكن هو مجرد النظر بطاقة سلبية قبيحة لنعمة هذا الشخص وعدم الرضا بما عليه الحال وما قسمه الله من رزق بين الناس.
أما الغبطة فهي عبارة عن حسد حميد أو غيرة حميدة لا تترك اثرا سلبيا على المغبوط على ما في يديه من نعمة. وكلمة الغبطة نفسها تجد فيها معني الفرحة او السعادة بما في ايدي الغير وتقدير لهذه النعم وتمني عدم زوالها بل وشيوعها في ايدي الاخرين. والغبطة تجدها مثلا في تمني شخص ان ينجح في عمله مثل مديره او احد زملاءه, وتجدها في تمني طالب ان ينجح في امتحاناته مثل احد زملاءه المتفوقين. وهذا التمني الجميد يشعر به الشخص بدون ان يحمل اي شعور سلبي ولا يتمني ابدا زوال النعمة التي يحبها من الاشخاص الذين ينظر اليهم.
-
السحر
أما السحر فهو يختلف عن العين والحسد تماما. السحر بأنواعه لا يمتلك اداءه وفعله الا عدد محدود من البشر ممن اطلعوا على اسراره وكتبه وشفراته. والسحر يعد من علوم الخواص من الناس او من العلوم الخفية التي لا يستطيع اي انسان الوصول الى اسراره بسهولة. ويشتغل بالسحر في زماننا هذا عدد غير قليل من رجال الاديان بكل اسف سواء في فعله وممارسته او في تخليص المصابين منه. والسحر كما عرفناه هو ممارسة سلبية يتم فيها استخدام الجن والقوي الخفية في الحاق الاذي بأحد الاشخاص. ومن الامور التي من الممكن اصابته بها تفريق بينه وبين زوجته, او جذبه ليغرم بواحدة لا يحبها اصلا, او قطع نسله واكراهه في زوجته, وغيرها من امور كثيرة سلبية.