التفسير العلمي للسحر
قدمنا في الجزء الاول من هذا الموضوع مقدمة طويلة في الكيفية التي نظر بها العلماء الماديين في علوم الفيزياء والبيولوجيا والكيمياء وغيرها من علوم المادة الى مجال السحر والحسد والجن , وعرفنا انهم صنفوا هذه لامور فيما عرف لاحقا بما وراء الطبيعة او الميتافيزيقا وهي الامور التي عجز العلم المادي عن التعامل معها بالشكل المعتاد, ومازالت وسائله تفشل في الكشف عن ماهيتها والكيفيات التي تعمل بها , ومع ذلك لا تتوافر اي دوافع تجعل العلماء المتخصصين في العلوم المادية يرفضون الاعتراف بهذه الامور وانكارها كليا بكل ثقة وهدوء , فهناك الكثير من الظواهر التي تم رصدها وتسجيلها بواسطة الكثير من البشر ابتداء من ظواهر الاطباق الطائرة للظواهر الخارقة للقدرات الغير طبيعية التي يمتلكها عدد من الافراد في كل انحاء العالم وصولا لامور السحر والقدرة على تحريك الاشياء وتغيير طبيعتها عن بعد وامور اخرى لا يوجد تفسير علمي واضح لها . وهذا ما جعل العلماء المتخصصين في العلوم المادية ان يقفوا حائرين امام هذه الظواهر فهم غير قادرين على تفسيرها بأدوات علومهم التي تطورت الى مستوى مذهل ولكنه لا يزال عاجز عن تفسير هذه الامور والمزعج والمحير انه ايضا فاشل وعاجز عن تكذيب هذه الامور وتفنيدها وبالتالي لا يصح ان نتغافل عنها والكفر بها وانكار حدوثها , ولكن العقل يقول اننا ان لم نستطع اثبات الشيء فلا ننكره والعقل يقول ايضا اننا لا يصح اطلاقا ان نفسر كل شيء غريب بهذه الامور لا اذا استنفدنا كل الوسائل والاسباب العلمية الاخرى التي تتوافر في عالمنا اليوم .
اما اهم التفسيرات العلمية التي قام بها عدد من العلماء والمحققين للكشف عن الامور المجهولة والغريبة التي تتصل بالسحر والجن نجد ان الفكرة الاكثر قبولا من عدد كبير من العلماء ومن الناس الذين لا يؤمنون بالغيبيات ولا يعترفون باي شيء غير مادي وغير ملموس وغير محسوس وغير مرئي هي ان الجن عبارة عن كائنات تعيش في حدود اخرى من الابعاد التي نعيش داخلها في الحياة على كوكب الارض. ويرون ان الانسان طالما يرى ببصره طيف معين ومحدد يبدأ من اللون الاحمر الى اللون البنفسجي ويشعر فقط بحرارة الضوء تحت الاحمر على جلده وقد يرى به بواسطة نظارات معينة حديثة ولكن كل الاطياف التي دون ذلك واعلى من ذلك لا يدركها فهذا قد يكون معناه ان هناك كائنات تعيش فعلا لا نستطيع رؤيتها ولا ادراكها بسبب وجودها في بعد اخر لا تدركه حواسنا العادية في حين انهم هم قد يستطيعون ادراكنا بحواسهم او لا يدركون فنحن لا نعلم في حدود معطيات العلم ان كانوا يستطيعون رؤيتنا والاحساس بنا ام لا . لكن حسب الموروثات الشعبية في المجتماعت القديمة وحسب الموروثات الدينية وبعض النصوص المقدسة فهذه المخلوقات تدرك البشر ويرونهم من حيث لا يدركهم البشر بسبب حواسهم اللامحدودة في مقابل حواسنا نحن المحدودة . وفي مسألة ادراكهم وعدم ادراكهم لنا تتضح مسألة مهمة ويتضح تفسيرها .
هذه المسألة هي قدرة هذه المخلوقات الخفية على ايذاء البشر او نفعهم وبالتالي تفسير قدرة بعض الاشخاص وهم السحرة على الاستعانة بهذه المخلوقات وتسخيرها لخدمتهم في فعل الشر او النفع , وفي تسخير هذه المخلوقات قولا اخر . فحسب النصوص الدينية بالكتب المقدسة مثل التوراة والقران فقد سخر الله الجن والشياطين للنبي سليمان بن داوود عليه السلام وكانوا يبنون له التماثيل والاعمدة والزخارف واحدهم عرض عليه نقل عرش الملكة بلقيس ملكة اليمن في ذلك الوقت الذي كان يسبق ميلاد المسيح بمئات السنين , والمختلف عليه في هذه الامور ان هذه القدرة على تسخير الجن عبارة عن ملكة امتلكها نبي وتعد من المعجزات التي سخرها له الله سبحانه وتعالى ولم يرثها احد بعده , وفي قول اخر البعض يرى ان هذه القدرة على تسخير واستخدام الجن علم من علوم الخاصة يتوارثونه بعيدا عن العوام ولهؤلاء كتبهم ومخطوطاتهم الى ينصحون طلابهم بقراءتها ويجب على طلابهم المرور باختبارات عديدة تثبت مدى اخلاصهم لأوليائهم ومدى الحاحهم في طلب هذا العلم وامتلاك تلك القدرة وممارستها , ومن الامور التي يقول بها شيوخ هذه الصنعة ان الجن لا يسخر لأحد الا بعد تكليف وتفويض من شيخ لتلميذ اجتاز كل المراحل اللازمة لاعتماده والوثوق به .
اكمل الى الجزء الربع : كيف يصاب الانسان بالسحر