والان سوف ننتهي من سلسلة المقالات عن الزوايا التي تحدث بين الكواكب المختلفة في الخارطة الشخصية التي يصنعها المنجمون لاستكشاف الصفات الشخصية المميزة للشخص والتوقعات المحتملة للحدوث في المستقبل. وتكون هذه المقالة للنوع الرابع من الزوايا وهي زاوية المقابلة, وهي ثاني اهم الزوايا على الاطلاق بعد زاوية التربيع في أهميتها عند المنجمين, ويستشهدون بها كثيرا في تحليل الخرائط التنجيمية للدول والاحداث العامة لأنها زاوية مطلقة الاثر وممتدة التأثير. وحتى نستوعب هذه الجملة الاخيرة ننتظر لنهاية المقال وتتضح المعاني.
المحتويات
زاوية المقابلة
زوايا الاقتران والتثليث والتربيع تخضع في اغلب الحالات كما ذكرنا سابقا على عدة عوامل اخرى مهمة تحدد الاثر الذي سينتج عن وجود مثل هذه الزوايا وهذه العوامل مثل نوع الكوكبين ومواضعهما في البيوت المختلفة والزوايا الاخرى التي قد تكون موجودة بين هذين الكوكبين وكواكب اخري غيرهما. أما في حالة زاوية المقابلة فهي مطلقة التأثير أي انها في اكثر من 90% من الحالات زاوية ذات تأثير سلبي للاسف. والسبب بسيط وهو ان الكوكبين المتقابلين في الخارطة سيتواجهان مثل الخصوم في مباراة الملاكمة, والبقاء للاقوى, والاقوي هنا لا يتحدد بالكوكب فقط, ولكن بموضعه فقد يتواجد في بيت شرفه فيزداد قوة وقد يتواجد في موضع سلبي فيزداد ضعفا. ومهما ازداد احد الكوكبين المتصلين بزاوية مقابلة في القوة فمن المؤكد ان التأثير المقابل للكوكب الاخر سيخصم من قوة الاول, حتى لو كان الكوكبين ايجابيين في الاثر مثل الزهرة والمشتري مثلا فوجودهما متقابلين لا يسمح بوجود الاثر الايجابي لكليهما بل في احسن الاحوال يخفي اثر احدهما تأثير الاخر, وقد يختفي اثرهما معا.
التأثير الذي تحدثه زاوية المقابلة
ومن الامثلة الشهيرة التي قدمها المنجمون القدامى عن زاوية المقابلة هي زاوية تربط كوكب العاطفة والحب “الزهرة” او فينوس كما اطلق علىه اليونانيين القدماء مع كوكب المشتري وهو كوكب الحظ والسعادة كما نعلم. فمن المفترض ان هذين الكوكبين كواكب سعد ولكن وجودهما متقابلين يطرح ويخصم من سعدهما ويؤثران سلبيا على الشخص الذي لديه هذه الزاوية, فيكون التأثير عكسيا ويظهر في حياة الشخص بسوء الحظ في علاقات الحب والغرام, فتجد شخصا يقول لك انا وجدت الحب واحببت من كل قلبي ولكن انا لا اعرف لماذا لا استطيع الاخلاص لمن احبها ويميل قلبي ويزيغ عنها لقضاء بعض الوقت مع غيرها وهذا شعور يقتلني ويزعجبني كثيرا, وتكون نهاية القصة على الاغلب باكتشاف من يحبها لما يفعله.
علم التنجيم الحديث
أما في مناهج التنجيم الحديث فقد اهتم المنجمون في المائتي عام الاخيرة بدراسة زاوية المقابلة في خرائط التحليل الخاصة بالشخصيات الشهيرة واوجدوا نظريات تشرح تأثير زاوية المقابلة بين كوكبي المشتري وزحل وهي اشهر في حالة خرائط التحويل وليس الخرائط الشخصية وطبعا وجدوا ان كوكب زحل ينتقص كثيرا من السعد الذي يحمله كوكب المشتري في الموضع او البيت الذي يستقر فيه, كما شرحوا زاوية المقابلة بين كوكبي بلوتو والمريخ والتي تعتبر نذير بنشوب الحروب فكوكب بلوتو هو كوكب التطرف والتغيير الجذري, والمريخ هو كوكب الحرب والنار والدمار وتقابل هذين الكوكبين ينذر دائما بنشوب حروب كبيرة, ولذلك اذا وجدها المنجمون فيقومون بالتحذير منها في قراءتهم وتوقعاتهم. وفي هذا المثال ايضا دليل على ابقاء المنجمون الحاليون على ما توارثوه عن المنجمون القدامي وهو الحكم المطلق على زاوية المقابلة بأنها زاوية سلبية.