منذ بدأ الخليقة والإنسان مهتم بحساب الوقت وتحديد المواعيد والزمن من أجل تحديد الأيام والساعات والشهور وحتى السنوات وكلما تقدم الإنسان كلما زاد اهتمامه بالوقت وكلما أصبح ضبطه وتقسيمه أشد دقة أيضا بحيث أصبحنا نرى اختراعات أفضل من الساعات تجيد تحديد أجزاء من المائة. وفي موضوعنا هذا سنتطرق إلى أحد التقسيمات التي لم تكن شائعة في بعض الحضارات لكنها ظهرت فجأة وتم العمل بها رغم أنها لا تستعمل كثيرا في الأيام العادية والعملية.
المحتويات
لماذا نستخدم الأسبوع
الأسبوع في الحضارات
بما أن الشهر تم تقسيمه وفقا للدورة القمرية فإن الأسبوع اختلفت فيه الكثير من الحضارات وتم تقسيمه لعدة تقسيمات مختلفة حسب كل حضارة.
بالنسبة للحضارة البابلية تم تقسيم الشهر إلى 4 أسابيع وكل أسبوع تم تقسيمه إلى 7 أيام وفقا لحسابات فلكية تتعلق ببعض الأجرام السماوية التي تمكنوا من رؤيتها بالعين المجردة وهي عبارة عن 5 كواكب, عطارد, الزهرة, المريخ, المشتري, وزحل بالإضافة إلى الشمس والقمر. منطقيا وفلكيا القمر يدور حول الأرض ويكمل دورته في 28 يوم وإذا قسمنا هذه المدة على 4 فإننا نحصل على 7 أيام وهذه الأيام السبعة هي الأسبوع وهو التقسيم المتبع حتى الآن.
أما الرومان فقد قسموا الأسبوع إلى ثمانية أيام وأطلقوا على كل يوم اسم آلهة من الآلهات التي يعبدونها, أما المصريين القدامى والفراعنة تم تقسيم الشهر إلى ثلاثة أسابيع كل أسبوع يتضمن عشرة أيام وقد كان هذا التقويم يسمى “أنس فاجس” وبدأ استخدامه منذ 2400 قبل الميلاد, وتم الإعتماد عليه بشدة خاصة في علم الفلك لأنه دقيق ومنه يتم بناء جدول زمني يعتمد على حركة الكواكب والنجوم. والمميز في التقويم المصري أنه مختلف عن كل التقاويم الأخرى فهو لا يتعمد على الشمس أو القمر بل يعتمد بالأساس على حركة أحد النجوم الذي تم ربطه بالشروق هذا النجم الذي كان كلما ظهر فإنه يمثل بداية الشروق ليوم جديد.
الأسبوع في الديانات
أما من الناحية الدينية فاليهود هم أول من اعتمد على الأسبوع من أجل تحديد يوم صلواتهم وطقوسهم الدينية, حيث يزعمون أن الله قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع أي سبت فيه لذلك فإنه يعدون الأيام الستة التي خلقت فيها السماوات والأرض من أجل اتخاذ يوم السبت كيوم عطلة يحرم فيه العمل, وتمت تسمية هذا اليوم بالسبت أما باقي الأيام فيتم عدها من واحد إلى ستة.
أما النصارى فإنهم يعتقدون أن المسيح عيسى عليه السلام صعد إلى السماء في يوم الأحد لذلك حرم لديهم يوم الأحد وكان يعتبر بمثابة عيد, وبالنسبة للأيام الأخرى فيتم عدها وتحديدها بدقة من أجل تحديد يوم الأحد, ثم قاموا بإطلاق أسماء لاتينية عليها ربما هي مترجمة عن أسماء قديمة كانت تطلق على الآلهات.
أما المسلمون فقد استخدموا الأيام المعروفة والمتداولة بيننا الآن رغم أنها تبدو مكملة للتقويم اليهودي والمسيحي لأن أيام أسبوعنا تتضمن أيضا يوم السبت والأحد بالإضافة إلى يوم الجمعة الذي يعتبر اليوم المقدس لدى المسلمين ومنه يبدأ عد أيام الأسبوع وهو يوم العطلة لدى كل المسلمين. ولدى اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد.
ويعني اسم السبت بالعبرية شيار أي الراحة, أما الأحد فهو يعني الأول أي هو أول يوم يبدؤ به الأسبوع, أما الإثنين فهو يعني الهون والوقار, أما الثلاثاء فيعني جبار, والأربعاء فيعني بالعبرية دبار أي “بعد مضي الوقت”, والخميس يعني مؤنس أي ما يبعد الوحشة, والجمعة لم يعرف معناها لدى اليهود أما لدى المسلمين فهو اليوم الذي يجتمعون فيه.