تحدثنا في مقال سابق بالتفصيل عن قانون الجذب. تعرفنا على ما يؤكده هذا القانون وكيف يعمل دائما في كافة الظروف ومع كل البشر. وتعرفنا على امثلة لكيفية فعله في الكون وكيف يستطيع الانسان بالتحكم نوع ما في مشاعره وتحويل وجهة مشاعره السلبية الي شعور ايجابي وكيف يغير ذلك في الامور, وكيف يحقق الانسان احلامه واهدافه التي يسعي اليها. في مقالنا هذا سنتحدث عن موضوع قريب جدا من فكرة قانون الجذب, وهو موضوع ذكره احد المشاركين في الادلاء بأرائهم في كتاب “السر The secret” والذي صدر عن نفس الشركة التي انتجت وطبعت كتاب السر الذي قدم للعالم فكرة وتطبيقات قانون الجذب لأول مرة. هذا الموضوع نسميه ” احجار الامتنان والشكر “.
احجار الامتنان والشكر
-
دانتي المريض
جون استاذ بجامعة في احدي الولايات التي تطل على الساحل الغربي الامريكي ويدرس مادة الجيولوجيا للطلاب في مرحلة البكالوريوس, وله صديق يدرس بمرحلة الماجيستير جاء من جنوب افريقيا اسمه طوني. اصبحا بحكم الانتماء لنفس الجامعة اصدقاء وكانوا يتناولون الغداء مع بعضهما يوميا. وأثناء العام 2009 اتصل بطوني اخوه من كيب تاون بجنوب افريقيا وابلغه ان يحضر فورا لأن ابنه مريض ولا يدرون ما الخبر وماذا يفعلون, فقد احتار الاطباء في امره وفي الكشف عن مرضه. وعلى الفور حجز طوني تذكرة السفر وذهب الي بلاده ليطمئن على ابنه المريض, ووجده مريضا بمرض غريب ونادر يشبه اليرقان. فقد انتفخت بطن الطفل بشكل غريب وهزل جسمه وظهرت الصفرة في جلده وفي ملامح وجهه. ذهب طوني الى احدي المستشفيات الكبري في المدينة وعرض الامر على الاطباء وتوصل احدهم الي تشخيص المرض بأنه حالة نادرة فعلا وسببها فيروسي وضعف في مناعة الطفل. وللاسف لا يوجد علاج لمثل تلك الحالة بسبب ندرتها وعدم كثرة المصابين بها. واحبط الاب احباطا شديدا بسبب ذلك فقد فهم من الاطباء ان ابنه على وشك الموت وهو ليس بيديه شئ ليصنعه. ما اصعب الشعور بالعجز امام طفل يتألم, فما بالكم بأن يكون من يشعر بهذا العجز هو الاب.
-
الحجر يحمل الامل
وفي ليلة صيفية تحدث طوني عبر الانترنت مع صديقه جون الاستاذ الجامعي, وحكي له بالتفصيل ما حدث لابنه وبكي ووصف له كم هو حمل ثقيل على نفسه ان يري ابنه يتعذب ويتألم ولا يملك في يديه أي شئ ليفعله. وظل الحوار حتي برق شئ في عقل طوني وهو يبكي وقال لصديقه “جون هل تذكر تلك الاحجار التي كنت تحفظها دائما في جيب بدلتك وكنت معتزا بها لأنها تحفظك وتنجيك من كل الالام والمصاعب؟ ” فأجابه جون نعم اذكرها بكل تأكيد هي في جيبي الان واسميها احجار الشكر والامتنان. وتعجب جون من هذا السؤال ان يأتي في وسط مكالمة مثل هذه. فاستكمل طوني حديثه وقال لجون لماذا تؤمن في قدرة حجر على انقاذك من الهم والحزن؟ فأجابه جون اجابة تحمل كل المعني. فقد قال “يا صديقي نحن نعيش الحزن لأننا ننسي كل ما انعم الله علينا به, فنحن نحصر انفسنا داخل المشكلة التي حلت بنا وننسي ان الله رزقنا الطعام والشراب والقدرة على المشي والجري والسعي, والقدرة على التفكير ورزقنا الانترنت حتي نتصل ببعضنا البعض ولذلك هذه الاحجار اداة تذكرني بكل هذه الاشياء وغيرها حتي اشكر الله عليها كل ليلة وفي كل صباح”. فقال له طوني: لذلك اسميتها احجار الامتنان والشكر؟ فرد عليه جون: نعم بكل تأكيد. ففاجئ طوني صديقه وطلب منه طلبا عجيبا: هل تسمح لي يا جون ان ترسل الي عدد من احجار الامتنان والشكر التي تقتنيها او احجار مثلها؟ اريد ان افعل مثلك ربما يحمل ذلك الشفاء لابني المريض.
-
المعجزة
ورحب جون بالفكرة وذهب بعد دوام الجامعة الي جدول صغير تمر منه المياه العذبة وعلى ضفافها احجار كبيرة واخري صغيرة جميلة المنظر, وجمع منها عدد كبير وغسله جيدا حتي يبدو جميلا وفريدا, ووضعه في طرد وارسله الي صديقه في جنوب افريقيا وتمني له في الرسالة ان يتم الله شفاء ابنه. ومر على ذلك الحدث حوالي 3 شهور. ثم تلقي جون مكالمة هاتفية من صديقه طوني يبلغه فيها بكل فرح ان ابنه بدأ في التحسن وشفاه الله من المرض بشكل عجيب. وقال له تلك الاحجار كانت وسيلة رائعة, لقد ذكرتني كل يوم بالشكر لله على ما يقدمه لنا. وكان الخبر الاسعد والاعجب ان طوني ذكر ما حدث لأهله واصدقاءه في الحي وكانت النتيجة انه طلب من جون ان يرسل له شحنة كبيرة من احجار الامتنان والشكر وباع الواحدة منها بعشرة دولارات ولاقت رواجا كبيرا بين الناس واصبحت فكرة بسيطة قد يراها البعض تافهة تشكل مصدر للاعجاز والسعادة.