قانون التربيع العكسي هو قانون فلكي يستعين به علماء الفلك من إكتشاف العلاقة التي تربط بين جسمين وشيء ثالث وهذا الشيء الثالث يكون في الغالب عبارة عن طاقة أو موجات أو طاقة الجاذبية, ويرتبط ثبات أو تغير هذا القانون حسب الطرف الثالث المرتبط بهاذين الشيئين. وهذا القانون يفيدنا كثيرا في إنجاز الكثير من الحسابات الفلكية وفي تفسير بعض الظواهر الغامضة وكذا إيجاد العلاقات التي تربط عادة بين الكواكب فيما بينها من جهة وبين الكواكب والشمس من جهة أخرى, وقد اكتشف هذا القانون العالم الفرنسي بوليو وكذا نيوتن الذي أجرى عليه بعض التعديلات من أجل تطويره, وهو عبارة عن أنواع كثيرة, وقانون التربيع العكسي من الناحية الفيزيائية هو أي قانون فيزيائي يقر بأن كمية أو قوة فيزيائية معينة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة على مصدر هذه الكمية الفيزيائية.
قانون التربيع العكسي من الناحية الفلكية
من الناحية الفلكية تمت الإستعانة بقانون التربيع العكسي من أجل حساب بعض المعلومات المتعلقة بالشمس وبأشعة الشمس وبقوة جاذبيتها التي تمارسها على الأرض وعلى باقي كواكب المجموعة الشمسية.
ومثلا من أجل معرفة كمية ضوء أو أشعة الشمس التي تصل إلى كوكبين في نفس الوقت, مثلا إلى الأرض وإلى كوكب آخر, وبما أن هناك كمية محدودة من ضوء الشمس يصلنا فإن عملية حساب هذه المعادلة مرتبطة بكمية ضوء الشمس رغم أن أشعة الشمس تختلف حسب الفصول وحسب موقع الأرض بالنسبة للشمس.
بما أن الأرض تبعد عن الشمس بمسافة يبلغ 149.5797.870.66 كيلومتر والعلاقة التي تستخدم هنا هي ضرب المسافة في اثنين وتقسيمها على مقدار الطاقة أو أشعة الشمس. وبما أن الأرض تستقبل كمية معينة من ضوء الشمس والكوكب الآخر يبعد عن الشمس بضعف المسافة, فإنه يفترض أن سوف يستقبل نصف الكمية من الضوء وهذا خطأ كبير, لأننا إذا استخدمنا قانون التربيع العكسي نجد أن الكوكب الآخر يحصل على ربع كمية ضوء الشمس. وباستخدام هذه الطريقة مع ضوء الشمس يمكننا أيضا استخدامها مع كل أنواع الأشعة الأخرى مثل الإشعاعات التي تنطلق في الفضاء الخارجي أو لحساب الحرارة أو حتى الأشعة فوق البنفسجية وكذا الجاذبية, هذه الجاذبية التي يمكن حسابها ومقارنها مع تأثر جاذبية كل كوكب آخر.
لأن قانون التربيع العكسي يتيح وجود مدارات بيضاوية ودائرية أيضا لكل الكواكب حول الشمس ومدارات للأقمار حول الكواكب, وحسب قوانين الجاذبية فإن قوة الجاذبية التي تكون بين جسمين فهي تتناسب عكسيا مع مربع المسافة بينهما.
وهذا هو قانون التربيع العكسي فبدون قانون للجاذبية لن تتحرك الأقمار حول الكواكب ولن تتحرك الكواكب حول نفسها ولن تدور حول الشمس بل سوف تتوه في الكون الفسيح وتتحرك حركات لولبية سواء باتجاه الشمس التي ستلتهمها عندما تصل إليها أو ستلتهمها الأعماق السوداء إذا سارت في الإتجاه الأخر, وبدون جاذبية لن تكون هناك حياة على أية كوكب, ونحن محظوظون لأن لدينا جاذبية على كوكبنا, لأنها أساس حياة كل الكائنات وهذا بالتأكيد ما قضى على الحياة في باقي الكواكب. لكن في الوقت نفسه لا يمكن اعتبار قانون التربيع القانون الوحيد المرتبط بحياة الكائنات على الكواكب بل يمكن ان نجد قوانين أخرى قد لا تنطبق على كوكبنا هذا بل أيضا على أكوان أخرى بعيدة عنا بعشرات البلايين من السنوات الضوئية وبالتالي فإنها حتى لو كانت موجودة فلا يوجد أي أمل للوصول إليها, لذلك فإن الظروف المتاحة لنا في هذا الكون من جاذبية وظروف طبيعية ملائمة للحياة والتطور كلها أمور تجعل علمنا متفرد.